تتصل الأبعاد النفسية جميعها في رواية المباءة بالأبعاد الاجتماعية التي أشرنا إليها سابقا، علما بأن المظاهر النفسية المرصودة جاءت متصلة بشخصتي قاسم الروداني وابنه منير، فقد أشرنا سابقا إلى أن أهم خاصية نفسية كلنت تميز شخصية قاسم هي الانقسام الذاتي، فهو يتقمص شخصية السفاح والشخص الرحيم في الوقت نفسه: )الآن أصير سفاحا. سفاح مجنون هذا الذي استيقظ في أعماقك ياقاسم. اقتله قبل أن يسيطرعليك فتصبح سفاحا بالفعل(. كما أن الكاتب وظف مايشبه الخلل العقلي أو)الدروشة( من أجل دعم مظاهر ذلك الانقسام الذي كان قاسم يعاني منه. أما بخصوص الإضطرابات النفسية التي كان منير يعاني منها، فهي ناتجة عن فشله في الاندماج مع التنظيمات الطلابية ومع الأسرة. لذا نرى أن البعد النفسي في الرواية قد تم توظيفه غالبا، ومن أجل إظهار هذه المآسي السلبية على ذوات هذه الشخصيات وقواها العقلية.