ذاك الحنين المتجسد في جدران وسقوف تروي قصص الزمن، تتراقص الأزهار كفراشات ملونة على وقع نسيم الصباح، بينما شجرة الزيتون العتيقة تمد أغصانها كيد حانية تحتضن المكان. فهو حارس أمين يحمل على سطحه آثار الزمن كما تحمل الوجوه التجاعيد، يستقبلك عبق الماضي الذي يفوح من الأثاث العتيق، وكأن الجدران نفسها تهمس بحكايات الجد والجدة، تحيط بها الكراسي الخشبية التي حملت على عاتقها جلساتنا العائلية، كأنها تحنو علينا مثل أم تعانق أبناءها. فهي عين تطل على البستان، وكأن كل شيء يتحدث لغة لا يفهمها إلا من عاش في حضن هذا المنزل. منزلنا القديم لم يكن مجرد بناء؛ لتعود وتستقر بين جدرانه كأنها أسرار لن تبوح بها الأيام.