تُعرف مدرسة كوبنهاغن، المرتبطة بمعهد كوبنهاغن لأبحاث السلام، بأعمال باحثين أمثال باري بوزان وأولي ويفر، وتهدف لتحليل الأمن في السياسة الدولية. تستند المدرسة في منهجها على الواقعية والبنائية، مُركزة على كيفية تصنيف القضايا الأمنية. أعمالها الرئيسية تتضمن: نظرية التوريق وعدم التوريق، قطاع الأمن، ونظرية مجمع الأمن الإقليمي. تُحدد المدرسة التهديد الأمني بأنه متسق مع معايير محددة، ويُهدد بقاء الطرف المُستهدف، مُجبره على اتخاذ إجراءات طارئة. ركزت المدرسة، بعد الحرب الباردة، على مفهوم "الأمن المجتمعي"، مُعرّفةً إياه بأنه قدرة المجتمع على حماية خصائصه الأساسية، بما في ذلك هويته، ضد التهديدات. وتُميّز بين "أمن الدولة" و"أمن المجتمع"، حيث يُعَدّ المجتمع تهديدًا مستقلًا، وبقاءه مرتبطًا بهويته. لكنّ المدرسة تُنتقد لعدم تناولها بشكل كافٍ لمسألة من يتحدث باسم المجتمع. من وجهة نظر المدرسة، التهديد يُقوّض سيادة الدولة ويُبرر استخدام جميع الوسائل لمواجهته. بوزان يؤكد على ضرورة نهج شامل لدراسة الأمن، مُعطيًا الأولوية للأمن الإنساني الشامل. تُعرّف مدرسة كوبنهاغن الأمننة بأنها عملية تُصوّر فيها قضية ما كتهديد وجودي، مُستخدمةً لغة دراماتيكية. ويفر يرى الأمن كفعل كلامي، حيث يُحدد "الأمن" ذاته الوضع، ويعتمد نجاح الأمننة على قبول الجمهور للخطاب الأمني. وتُنتقد المدرسة لتركيزها على إرادة النخبة الحاكمة وإهمالها لأبعاد أخرى. تُحلل المدرسة الأمن بناءً على ثلاثة عوامل: توافق الظاهرة مع التهديدات الوجودية، ضرورة اتخاذ إجراءات طارئة، وتأثير البند على العلاقة بين الجهات الفاعلة.