إذن أنت ترغب في الكتابة للتلفزيون" - قد تبدو هذه الجملة وكأنها فقرة استهلالية لإعلان يستهدف تشجيع الشباب على الالتحاق بالجامعات ودراسة المواد التي تؤهلهم لنيل جائزة (ايمي) المخصصة للبرامج التلفزيونية المتميزة. بعد سنوات طويلة قضيتها في تدريس مادة الكتابة للإذاعة والتلفزيون وبعد تعرفي على العديد من الكتاب الإذاعيين والتلفزيونيين أصبحت مقتنعا الآن بأن الكتابة الجيدة للإذاعة والتلفزيون لا يمكن أن تدرس. نعم يمكن تدريس تصفيف الكلمات والصور المرئية التي تناسب تصاميم معينة، وبهذا المعنى يستطيع العديد من الناس تعلم كتابة الملخصات والنصوص والسيناريوهات المستخدمة في برامج الإذاعة والتلفزيون هذا شيء جيد. إذا سمع أحد الناس فكرة جيدة وذات مضمون أخلاقي يمكن أن يكون له أثر إيجابي على المشاهدين، فلا بأس من أن يصمم لها الأبعاد السمعية أو البصرية من أجل تحويلها إلى نص إذاعي أو تلفزيوني يفسر تلك الفكرة، حاله حال الممثل أو الراقص أو العازف الموسيقي. إلا أن هناك شيئا آخر يجب ذكره هنا وهو أن الكتابة بمعناها المتسامي هي أبعد ما تكون عن الاستنساخ والتفسير فقط. إن ما يطمح إليه الكاتب هو أن يكون مبدعا وخلاقا مثل المؤلف والموسيقي والرسام وواضع الألحان الراقصة للباليه.