المبتدأ والخبر هما العنصران الأساسيان في الجملة الاسمية، وهما مرفوعان دائما. المبتدأ هو الاسم الذي يوضع ليُخبر عنه (يسند إليه)، (العلمُ: مبتدأ أُخبر عنه بأنه "نافع") الخبر هو ما يخبر به عن المبتدأ ليتمم معنى الجملة، مثل: العلمُ نافعٌ (نافعٌ: اسم مرفوع خبر للمبتدأ "العلمُ") أشكال المبتدأ (زيدٌ: مبتدأ، وهو اسم ظاهر) • ضميرا مثل: أنْتَ مجتهدٌ (أنت: مبتدأ، وهو ضمير) يأتي المُبتدأ اسمًا صريحًا، أمّا الخبر هو الجزء المكمّل للفائدة، وهو الحكم الّذي يُطلق على المبتدأ، أو هو الخبر الّذي نخبر به عن المبتدأ، والخبر مسندٌ أو محكومٌ به، يأتي الخبرُ مفردًا وجملة وشبه جملة الصور التي يأتي عليها المبتدأ والخبر: المبتدأ لا يكون إلّا كلمة واحدة، مثل: السماءُ صافيةٌ؛ أو مصدرًا مؤولًا مثل قو له تعالى: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ} فالمصدر المؤول من" أن تصوموا" صيامكم في محل رفع مبتدأ. أمّا خبر المبتدأ فله صورتان هما: الخبر المفرد؛ فمثال الخبر الجامد كلمة جبلٌ في جملة" التوباد جبلٌ"؛ ومثال الخبر المشتق كلمة مجتهد في جملة" الطالب مجتهدٌ". والصورة الثانية الخبر الجملة؛ فإمّا أن يكون الخبر جملة اسميّة أو جملة فعلية، ولا بُدّ من رابط يربطها بالمبتدأ، مثل: خالد يا هذا. مثال الخبر الجملة الاسمية: " زيد خلقه كريم"؛ فـ"زيد" مبتدأ أوّل و"خلقه كريم" جملة اسميّة في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل. فمحمد هنا مبتدأ والجملة الفعلية "يدرس الرياضيات" في محل رفع خبر المبتدأ، كما يجوز في الجملة التي تقع خبرًا أن تكون إنشائية، مثل" القارعة ما القارعة"، فكلمة القارعة الأولى مبتدأ أوّل، واسم الاستفهام ما مبني في محل رفع خبر المبتدأ الثاني مقدم، والقارعة مبتدأ ثانٍ مؤخر والجملة الاسمية في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل، • أسماء الشرط التي تأتي مبتدأ، وخبرها جملة الشرط، مثل:" مَنْ يهنْ يسهلْ الهوان عليه" فمن هنا اسم شرط مبني على السكون في محل رفع مبتدأ وجملة الشرط المكونة من فعل الشرط "يهن" والفاعل في محل رفع خبر المبتدأ. • المخصوص بالمدح أو الذّم إن كان مقدمًا، مثل: “خالد نعم القائد" فخالد مبتدأ والجملة الفعلية من الفعل الجامد نعم والفاعل في محل رفع خبر. • ضمير الشأن: مثل: {قل هو الله أحد}" فــ "هو" ضمير شأن مبني على الفتح في محل رفع مبتدأ والجملة الاسمية المكونة من المبتدأ الثاني " الله" وخبر المبتدأ الثاني" أحد" في محل رفع خبر المبتدأ الأوّل. • كلمة" كأيِّن" الخبرية إن وقعت مبتدأ، مثل " وكأيِّن من مريض شفاه الله. المبتدأ في أسلوب الاختصاص، حذف المبتدأ أو الخبر: الأصل أن يكون كل من المبتدأ والخبر موجودين في الجملة الاسميّة، إلّا أنه يحذف إحداهما جوازًا في حالات ومن هذه الحالات؛ إنْ دلّ على المبتدأ أو الخبر دليل مقالي، كأن يكون جوابًا عن سؤال، مثال المبتدأ المحذوف جوازًا: أين محمد؟ فتجيب مسافرٌ. مثال الخبر المحذوف جوازًا: ما اسمك؟ - أحمد، فالمبتدأ صديقي والخبر محذوف جوازًا تقديره منتظر. حالات وجوب تقديم المبتدأ على الخبر: هناك حالات لا يجوز للمبتدأ إلا أن يكون متقدِّمًا على الخبر، وهو الوضع الأصيل والترتيب الأصليّ في الجملة الاسميّة، ومن هذه الحالات التي يجب فيها تقديم المبتدأ على الخبر ما يأتي: مثل: ما المعلم إلا ثروة. ف" المعلم" مبتدأ و" ثروة" خبر المبتدأ. • إنْ كان المبتدأ والخبر متساويين في التعريف والتنكير؛ فخشية اللّبس يتقدّم المبتدأ وجوبًا، مثل: أبي صديقي. فكلمة" أبي" و" صديقي" متساويتان في التعريف. فإذا وجدت قرينة تعيّن المبتدأ والخبر جاز التقديم أو التأخير، مثل: المدرسة الأولى البيت. مثل: البنت تطيع أمّها. ف" البنت" مبتدأ، والجملة الفعلية" تطيع أمها" في محل رفع خبر. الأصل في المبتدأ أن يتقدّم على الخبر؛ أنْ لا يترتب على التقديم والتأخير فساد في المعنى أو التركيب، مثل: العلمُ غذاءُ الرّوحِ، فلو أخرنا المبتدأ" العلم" على الخبر لما فسد المعنى أو فسد التركيب فتصبح الجملة: غذاءُ الرّوحِ العلمُ، كما يجوز تقديم المبتدأ أو تأخيره في مخصوص" نعم" و" بئس"، مثل: نعم القائد زيد. ف" زيد" مبتدأ مؤخر مرفوع بالضمة. أو" زيد" خبر لمبتدأ محذوف تقديره هو. نواسخ المبتدأ والخبر نواسخ المبتدأ والخبر: إنّ الحركة الإعرابيّة الأصليّة للمبتدأ والخبر هي الضّمّة؛ لأنّهما مرفوعان، ولكن هذه قد تكون غير ظاهرة في النّطق، لأنّها إمّا أن تكون ثقيلة على آخر حروف الكلمة أو متعذّرة الظهور عليه، مثل: القاضي حاكمٌ عدلٌ، وقد يكون لفظ المبتدأ والخبر اسماً مبنيّاً، وفي هذه الحال يكونُ الإعرابُ محلّيّاً،