استأجر دكانًا أمام منزلنا الأسطى حسن النجار. وعلى رأسه طربوش أسفله أسود، ويخرج عدده وأدواته في الشارع، ويعقبون كل نكتة بضحكة عالية تسر نفوسهم وتخرق آذان جيرانهم. ثم يصل الأمر في أغلب الأحيان إلى تدخل البوليس، فلم يجد دولابه ولا كرسيه؛ ومنتدى جميلًا ليلًا لأهل السماح الملاح، وإذا المنادي ينادي لبيع عدد النجارة وأدواتها: منشار في حالة جيدة! ألا أونا — ألا دو — ألَا تريه. فإن كان ولا بد فكَواء أو عطار، لم أشعر بسكناه إلا بعد شهر، ويغلقها عند الغروب، وإن لم يكن ثمينه، بينما اعتنى الأسطى حسن «بقصته» فقط — عمل عمله في هدوء وإتقان، فهو وإن لم يكن كواءً أو عطارًا كالذي رجوت، ••• وهو من الصنف اليهودي الذي تراه يجول في الشارع كل يوم يبيع (الدمور) و(الزفير) و(الباتستا). •••