السؤال الذي يطرح نفسه ويشغل بال العديد من العلماء والباحثين والمهنيين فى مجال الصحافة في العالم الان فى ضوء التطورات السريعة في مجال تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ماهو شكل وسائل الاتصال في العالم بصفة عامة والصحافة المطبوعة الورقية بوجه خاص في القرن القادم ، هل ستستمر ام ستحتفى فى ظل منافسة التليفزيون والصحافة الاليكترونية اللاورقية الموجودة الآن على شبكة الانترنيت وقواعد البيانات ، ام سيكون لها شكل اخر ؟والاجابة او السيناريو المتوقع لاى ظاهرة في المستقبل لابد انيأخذ في اعتباره او ينطلق من ثلاثة محاور رئيسية هي :1) تطور الصحافة منذ نشأتها وحتى الان ، والتحديات والضغوطالمؤثرة عليها .۲) توقعات العلماء والمتخصصين لتطوراتها في المستقبلالسياق التكنولوجى والاجتماعي والنفسي والسياسي والاقتصادي المتوقع لها في المستقبلوفي ضوء ما سبق لابد ان يأخذ الحديث عن صحافة القرن الحادي والعشرين في اعتباره عدة أمور :اولا : انه في تاريخ وسائل الاتصال منذ نشأتها وحتى الآن لم تلغ وسيلة اتصال متطورة الوسيلة القديمة بل تستوعبها وتطورها ويخرج من تفاعل الوسيلتين او الوسائل معا وسيلة جديدة تتيح امكانات جديدة ومتعددة للجمهور فى الاتصال وتبادل المعلومات ، فاللغة الملفوظة لم تلغى الاتصالغير اللفظى المعتمد على الاشارة والإيماءة ، كما ان الكتابة لم تلغ الاتصال اللفظى ، والطباعة استوعبت الكتابة وطورتها ، والصحافة المطبوعة لم تقضى على الكتاب ، والسينما لم تقضى على المسرح ولكنها دمجته في الدراما السينمائية وجعلته يتخالص من قانونه الاساسي وهو وحدة الزمان ووحدة المكان ووحدة الحدث، والتليفزيون لم يقضى على الاذاعة المسموعة ولا على السينما بل استفاد منهما وتجاوز امكاناتهما الى الاحدث ، وجاء الفيديو لكي لكي يستوعب داخله السينما والمسرح والتليفزيون ، وجاء بعد ذلك الاتصال المستعين بالحاسبات الاليكترونيه computer mediatedcommunication لكى يتضمن كل الاشكال الساقة حيث نجد داخله كل الخدمات التي تتيحها شبكة الانترنيت من نقل للوثائق والعلومات المكتوبة والمصورة والمعتمدة على الوسائط المتعددة ، والتخاطب عنبعد. .ثانيا: على الرغم من أن الوسائل الاتصالية التي افرزتها التكنولوجيا الاتصالية الراهنة تكاد تتشابه في عديد من السمات مع الوسائل التقليدية، الا ان هناك سمات مميزة للتكنولوجيا الاتصالية الراهنة باشكالها المختلفة مما يلقى بظلاله ويفرض تأثيراته على الوسائل الجديدةالتزامات ويؤدى الى تاثيرات معينة على الاتصال الانساني، وأبرز هذه السمات التي تتصف بها التكنولوجيا الاتصالية الراهنة هي:INTERACTIVITY 1- التفاعليةوتطلق هذه السمة على الدرجة التى يكون فيها للمشاركين في عملية الاتصال تأثير على الادوار ويستطيعون تبادلها الاتصالية، ويطلق على القائمين بالاتصال لفظ مشاركين بدلا من مصادر، وبذلك تدخل مصطلحات جديدة في عملية الاتصال مثل الممارسة الثنائية ، التحكم المشاركين ، ومثال على ذلك التفاعلية في بعض انظمةالنصوص المتلفزة .- اللاجماهيرية DEMASSIFICATIONوتعنى أن الرسالة الاتصالية من المكن ان تتوجه الى فرد واحد او الى جماعة معينة، وليس الى جماهير ضخمة كما كان في الماضي، وتعنى ايضا درجة تحكم في نظام الاتصال بحيث تصل الرسالة مباشرة من منتجالرسالة الى مستهلكها .اللاتزامنية ASYNCHRONIZATIONوتعنى امكانية ارسال الرسائل واستقبالها في وقت مناسب للفرد المستخدم ولا تتطلب من كل المشاركين أن يستخدمو النظام في الوقت نفسه فمثلا فى نظم البريد الاليكترونى ترسل الرسالة مباشرة من منتج الرسالة الى مستقبلها فى اى وقت دونما حاجة لتواجد المستقبل للرسالة .ثالثا: أن اية وسيلة اتصال مستحدثة في المجتمع تمر بثلاثة مراحل في التبنى والاستخدام وهي :المرحلة الأولى وهي المرحلة الصفوية حيث تستخدم على نطاق الصفوة لاسباب تتعلق بارتفاع نفقات الاستخدام والمهارات الاساسية المطلوبة للتشغيلالمرحلة الثانية وهى المرحلة التخصصية حيث تبدأ في الانتشار على مستوى الصفوة الاقتصادية أو التقنية أو قطاع معين .المرحلة الثالثة وهى المرحلة الجماهيرية حيث تبدأ الوسيلة في الانتشار وسط قطاعات كبيرة من الجماهير نتيجة لبساطة الاستعمال ورخص السعر والفائدة الشخصية ويصاحب ذلك الانتاج الجماهيرى لتلك الوسائل .وقد مر التليفزيون والفيديو بتلك المراحل وكذلك الفاكس وتمر بها الانظمة المستعينة بالحاسبات الاليكترونية الآن وفي مقدمتها الانترنترابعا : ان الصحافة المطبوعة او الورقية تواجه عدة تحديات خطيرة الآن من أكثرها الحاحا : التحدى الاقتصادي : المتمثل في ارتفاع اسعار الورق والتجهيزات التكنولوجيه مقارنة بتكاليف اصدار الصحف الاليكترونيه على شبكات المعلومات مثل شبكة الانترنيت وغيرها ، والتحدى البيئي المتمثل في دعاة الحفاظ على البيئة سواء من خلال الحفاظ على الغابات واشجارها ، أو التخلص من التأثيرات البيئية السلبية لطباعةالصحف الورقية تحدى المنافسة الاعلامية والاتصالية من باقي الوسائل الأخرى المنافسة ، واخيرا تحدى المصداقية.خامسا : ان الانسان عادة ما يميل لاستخدام الوسيلة الاتصالية التي تعطية الخدمة الاتصالية الاشمل والأكثر جاذبية بأقل جهد مبذول منه ،وبارخص تكلفة وهنا نجد ان الصحافة المنشورة على شاشات التليفزيون ، وعلى شبكات المعلومات تتفوق بمراحل على الصحافة المطبوعة وان كانت الاخيرة تشترط اجادة استخدام الحاسبات الاليكترونيهسادسا: أن المطبوع بشكل عام والكتاب والجريدة بشكل خاص مازال لهما بريق خاص لاسباب تاريخية وثقافيه عند الاجيال الحاليه ،والسؤال هل يستمر ذلك البريق ذلك مع اجيال الشباب ، وان كانت الدراسات الميدانية على وسائل الاتصال في الولايات المتحدة الامريكية وغيرها تؤكد على ان الجريدة اليومية المطبوعة لم تعد الوسيلة المفضلة عندهم للحصول على المعلومات صباح كل يوم مثلما كانفي الماضي ، كما تؤكد أيضا على أن التليفزيون قد أصبح المصدر الاساسي للحصول على المعلومات وليست الجرائدسابعا: ان الاشكال المستحدثة للصحافة غير الورقية تتضمن الان الجرائد الاليكترونية التليفزيونية ، و نسخ اليكترونيه من الصحف المطبوعة و جرائد اليكترونيه جديدة على الانترنيت وغيرها من شبكات المعلومات .ثامنا: أنه بالنسبة لصناعة الصحافة ، يتوقع الخبراء المزيد من التطوير التكنولوجي في اسلوب انتاج الجرئد التقليدية ومنها على سبيلالمثال :المزيد من تزويد المنشئات الصحفية بانظمة الكاميرات الرقمية التي سوف تسمح للمصورين الفوتوغرافيين والمسئولين عن اعداد الصور الفتوغرافية واخراجها وتحريرها بمعالجتها اليكترونيا او رقميا على شاشة الحاسبات الاليكترونية تصغيرا او تكبيرا أو تركيزا على زويا معينة ، دون الحاجة الى عمليات المعالجة الكيائية التقليدية السابقة التي اكانت تم في المعمل أو Darkroom، وارسال الصور معالجة مباشرة الى حجرة الطبع أو الطابعات .المزيد من المحررين المزودين الحاسبات الاليكترونية المحمولة المرتبطة باجهزة التليفزن المحمولة بحيث ترسل موضوعاهم واخبارهم من موقع الحدث مباشرة الى حجرة الاخبارالتوسع في استخدام انظمة الاستقبال المعتمدة على الاقمار الصناعية فى تلقى اخبار وموضوعات وكالات الانباء ووكالات الخدمات الصحفية المتخصصة ،- التطوير في اسلوب الطباعة من شاشة الحاسب الاليكتروني مباشرة فى حجرة الاخبار وصالة التحرير الى سطح الة الطباعة مباشرة ويتوفقع الازدهار والانتشار لنوع جديد من الطباعة هو طباعة الفليكسو‏Flexograph التي تعتمد على الماء في عملية الطباعة مع الحبر ، وتعطى امكانات اكثر جودة فى طباعة الصور والالوان ، وتحل مشكلة تلوث الايدى بحبر الطباعة Rubbing off والتى لها اضرار صحية على القراء والمستخدمين للجريدة (۱).تاسعا: ان هناك حقيقة واقعة فى عالم وسائل الأعلام وهي الجريدة الاليكترونية وهى عبارة عن جريدة شخصية وتقوم فكرتها على البث الشبكي من خلال شبكة معلومات أو قاعدة بيانات الى الاجهزة التليفزيونية او الحاسبات الاليكترونية في منازل المشتركين، وقد تكون المادة المبثوثة عبارة عن محتويات كاملة للجيدة أو ملخصات لها ، مع فهرس للمحتويات مع نبذة قصيرة عن كل موضوع او خبر ، وعندئذ يسمح بامكانية التبادل أو التواصل أن يطلب المشترك من الناشر أو مركز الارسال مزيد من المعلومات عن موضوع مطلوب ،ارشيفه الخاصعاشرا: ان نمو الصحافة المباشرة على الانترنيت سواء كانت جراند اليكتروتية تفاعلية أو غير تفاعلية ، قد طور لغة جديدة لتحرير النصوص الصحفية واخراجها وعرضها أو بلغة اخرى طور لغة جديدة للنشر الصحفي يطلق عليها لغة الهايبر تكست أولغة النص المترابط او المهجن HYPER‏‏MarkupLanguage أو لغة HTML التي تمتلك القدرة على برمجة الكلمات في بقع ساخنة Hot Spots ، من خلال الضغط على النقط الساخنة او ما يطلق عليه الوصلات IINKS فان الحاسب الاليكتروني ينتقل مباشرة الى الفقرة ذات الصلة من المعلومات ، الت قد تكون موجودة في اى شبكة ، وامتد ذلك المفهوم الى المواد المرسومة والمصورة ولقطات الفيديو والصوت على الشبكة التى اصبح يطلق عليها الان وسائل مهجمنة أو مرتبط Hypermedia‏وهكذا اصبحت هناك لغة جديدة للنشر الصحفى للجرائد الاليكترونية على الانترنيت تشكل اسلوبا جديدا للعمل الصحفي .حادي عشر: ان هناك تطويرات مستمرة في التقنيات والادوات التي يستخدمها الصحفي في جمع المعلومات ومعالجتها وارسالها حيث ان الصحفيين العاملين في الصحافة المطبوعة في القرن الحادي والعشرين لن يقيدوا برواية القصص الاخبارية فقط بواسطة الكلمة الطبوعة والصور الثابتة ، انهم على يقين من توليفة array من ادوات الاتصال تحت تصرفهم ، فقد بدأ مركز وسائل الاتصال الجديدة وقسم علم الحاسب بجامعة كولومبيا مشروعا مشتركا عام ۱۹۹۷ لتطوير نموذج مبدئي محطة عمل صحفية متحركة prototype Mobile Journalist‏ ‏Workstation سوف تمزج بشكل متكامل تنويعة من الامكاناتالتكنولوجية الجديدة ، تبلورت في نظام اطلق عليه Columbia‏ انه نظام )MJW) University,s Mobile Journalist Workstation‏ مهجن من انظمة الكمبيوتر والاتصالات لاقتناء الاخبار وانتاجها وتوزيعا في بيئة متعددة الوسائط وفوريةوالنموذج المبدئي MJW يشرك جهاز كمبيوتر يتم ارتدائه بجهاز ضوئي للرؤية والعرض البصرى والسمعي ، ونظام لتتبع موقع من يستعمل النظام مركزيا ، وجهاز استقبال متعدد النقاط ، وجهاز استقبال لاسلكي عالي السرعة (۲) ميجابيايت في الثانية وذلك للربط مع الانترنيت ، متصفح الويب ، وجهاز كمبيوتر مربوط باليد يعرض صفحات مكتوبة بلغة النص الفائق القدرة ، وادوات أخرى لمساعدة المحررين في مواقع الاحداث ، ولعرض الاخبار الى Mobile News‏ ‏Consumer ان ال MJW يقدم تطبيقات ذات مغزى لوسائل الاتصال المطبوعة في مستقبل ليس ببعيد جدا .وهذه التطبيقات يجملها كل من دكتور جون بافيليك John‏ ‏Pavelik الاستاذ والمدير التنفيذي لمركز الوسائل الحديثة بجامعة كولومبيا الامريكية ، والدكتور ستيفن کی فینر Steven .الأول: : ان النظام المتحرك (الجوال) يزود الصحفيون بنظام متكامل متفاعل لاقتناء الاخبار ، انتناجها ، توزيعها ، للاستخدام في المجال الموقعبشكل يستطيع أن يعطيهم القدرات نفسها التي يستمتع بها الان هؤلاء الموجودون في حجرات الاخبار المركزية ، أو بواسطة الاطقم الضخمة المزود بشكل مكثف بتجهيزات الجمع الاليكتروني للاخبارالثاني: ان النظام يقدم فرصا جديدة لرواية القصة لوسائل الاتصال المطبوعة التي قد تسلم اليكترونيا كصفحات تصورية او افتراضة عبر الويب او نظام نشر اليكتروني اخر .الثالث: أن نظام MJW قد يحول بناء حجرة الاخبار المطبوعة وادارتها بواسطة خلق حجرة اخبار افتراضية متاحة ، فيها يستطيع المحررون فى الميدان ، ورؤساء التحرير ، وخبراء المحتوى في مواقع بعيدة ، وان يحللو وينتجو تقارير اخبارية مشتركة . ولهذا فان الجمهور يعاد غمسه في بيئة اخبارية مشاركة تشرك كل من المحتوى الاخبارى من نص ووسائط متعددة ، ! فقط لرؤية أو قراءة حدث بل لكى يوضع القارىء أو المشاهد في وسطه . الرابع : ان نظام MJW يستطيع ان يمكن المعلنين من خلق رسائللا يمكن اعداها وفقا لاحتياجات أو سمات الافراد بل لموقعه الجغرافي أيضا وبالطبع الطبعات الاقليمية من اللوسائل المطبوعة موجودة ولكنها تعتمد على تتبع عنوان مفرد لمنزل او عمل بدلا من متابعة حركة المستخدمالفاعلة ، أو في اسلوب العرض بشكل مبنى على موقع المستخدم .هذه الفرص تمثل تغييرا أساسيا ، ال MJW يعطى الصحفيون فرصة للحفاظ على عمق التغطية الذى هو سمة اساسية للوسائل المطبوعة ، بينما يمدون قدراتهم لتشمل الوسائط المتعددة ووسائط الاتصال المتحركة المنغمسة في الحدث نفسه immersive mobile communications‏ ذلك أن الوصول إلى تلك التكنولوجيا الموحدة ليس بالأمر اليسير المنال. فهناك حاليا ثلاث معايير بث تليفزيوني، وعلى وسائط مادية مختلفة والمشكلات التي يمكن أن نواجهها في تصميم خلفيات تشغيل وأنظمة اتصالات متوافقة مع تلك التكنولوجيات في جميع أنحاء العالم تبدو مهمة مستحيلة.وهنا تبرز أهمية جهود المنظمة الدولية للتوحيد القياسي "أيزو" لوضع معايير عالمية لتكويد المعلومات المسموعة المرئية. وقد وضعت مجموعة خبراء الصور المتحركة Motion Picture Experts Group‏ ‏MPEG بالمنظمة عددا من الأسس المهمة في سبيل الوصول إلى معايير لوسائط التخزين والبث، بينما سوف تقوم مجموعة خبراء الصورةالمتحركة MPEG يجرى تكوينها حاليا بوضع معايير الأساليب تخزين وبث بيانات الفيديو،