دعوة موسى عليه السلام: فقد سلك في بداية دعوته لفرعون وملئه أسلوب اللين والحوار العقلي الهادئ، ما كان من موسى إلا أن سلك مسلكاً آخر، وفاجأ فرعون بهذا الرد الذي يليق بأمثاله: {وَإنِّي لأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا} [الإسراء: 102]. قال ابن كثير: (أي هالكاً، وأن الدعوة تمر بمنعطف صعب، وأنها مهددة بألا تسير في طريقها؛ دعا على فرعون وملئه، وتوجه إلى الله تعالى بهذا الدعاء: {وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْـحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الأَلِيمَ} [يونس: ٨٨]، فأغرق الله فرعون وجنده وجعلهم عبرة لمن خلفهم.