٠ومرتبةً رفيعةً عند المسلمين؛ فهو الكتاب الذي أنزله الله على نبيّه محمّد -عليه الصلاة والسلام-؛ وسبب تحقيق عِزّها ومَجدها بين الأُمَم؛ فالتمسُّك بما جاء به الكتاب سبيل تحقيق النصر، ولا تُدرك شخصية الأمّة إلّا بامتثالها لِما جاء به القرآن الكريم من الأوامر، استجابةً لأمر الله -تعالى- الذي قال: (فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ إِنَّكَ عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ*وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ)، قال -تعالى-: (فَاتَّقُوا اللَّـهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، ٢] وتنتهي عمّا نهى الله عنه من الذنوب والمُوبِقات؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (والذي نُهيتُم عنه، ٣][٤] كما تجدر الإشارة إلى أنّ مرجعيّة القرآن الكريم تُعَدّ عاملاً مهمّاً في تحقيق وحدة المسلمين؛ فهو الكتاب الذي يشكّل المصدر الأساسيّ لِما يحتاج إليه المسلمون في حياتهم؛ من أحكامٍ وتشريعاتٍ تُنظِّم سلوكهم، وهو الكتاب المُشتمِل على القِيَم الأخلاقيّة التي ترتكز عليها التربية الإسلاميّة، كما أنّه مصدر العقيدة الصحيحة للفرد المسلم. آداب تلاوة القرآن أثناء التلاوة يجدر بالمسلم التحلّي بالعديد من آداب تلاوة القرآن الكريم، والتي يُذكَر منها:[٦] الإخلاص؛ أو منافسة غيره، والسنّة النبويّة؛ فمن كتاب الله قَوْله -تعالى-: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)، الطهارة، وهي من الأمور التي يُستحَبّ للمسلم أن يلتزم بها عند تلاوة القرآن؛ وذلك بأن يكون طاهراً من الحدث، فإنّه يكون قد ارتكب أمراً مكروهاً؛ ولا تُحرَّم عليه التلاوة حال الحَدث بإجماع علماء الأمّة على ذلك. نظافة المكان الذي يُتلى فيه كتاب الله؛ فمن آداب تلاوة القرآن أن يتخيّر المسلم من الأماكن أطهرها، جاز له ذلك، استقبال القبلة؛ أو واقفاً، ويتحقّق له أجر القراءة في الحالتَين، وإن كان الأفضل في حَقّه أن يتلو كتاب الله وهو مُستقبِلٌ القِبلةَ. الحرص على تلاوة القرآن ترتيلاً وتجويداً؛ لأنّ ذلك أدعى إلى تحقيق الخشوع في القراءة، أو آيات العذاب؛ فيسأل الله من فَضْله حينما يقرأ آيات الرحمة، ٩] فَلْيَضْطَجِعْ). أو سأله عن شيءٍ، ويشرع في التلاوة من جديدٍ إن أراد العودة إلى القراءة. ١١] ١٤] فيُستحَبّ الالتزام بذلك؛ كما يُستحب الابتداء بقراءة الآيات بما يناسب تكامُل موضوعاتها، وقَصصها؛ فإن أراد القارئ ابتداء القراءة من وسط السورة، وإن أراد خَتم القراءة قبل آخر السُّورة، ليحصل الترابُط بين آيات القرآن عند التلاوة. ١٤] ترديد بعض العبارات عَقب قراءة بعض الآيات بما يدلّ على حُسن التفاعُل مع كتاب الله، والتسديد، تعظيم القرآن؛ أو وَضْعه على شيءٍ مُرتفعٍ وبعيدٍ عن الأرض. ١٧] لحَثّ النَّفْس على تفهُّم معانيها، ١٧] التغنّي بالقرآن؛ أي تحسين الصوت به عند قراءته، ويُعَدّ ذلك من الآداب المُستحَبّة عند قراءة القرآن؛ حتى يظهر الصوت جميلاً؛ وزادَ غَيْرُهُ: يَجْهَرُ بهِ). ١٩][٢٠] استعمال السِّواك عند تلاوة القرآن؛ فاستعمال السِّواك من الأمور المُستحَبّة في الأحوال جميعها، تدبُّر الآيات عند التلاوة؛ إذ إنّ التدبُّر من أهمّ مقاصد التلاوة وغاياتها، وأخذ العِبرة والعِظة منها، ٢٣][٢٢] وممّا يُعين على تدبُّر آيات الله: أن يحرص المسلم على قراءة تفسيرها وبيانها، فإذا استُشكِل عليه شيءٌ لجأَ إلى أهل الدِّراية والعِلم بتفسير القرآن، ٢٤] لأنّه دلالةٌ على حضور القلب، وقد كان النبيّ -عليه الصلاة والسلام- يبكي عندما كان الصحابيّ عبدالله بن مسعود -رضي الله عنه- يقرأ عليه آيات كتاب الله. والعبث باليدين. ٢٢] وحينئذٍ يتوجّب في حقّ القارئ الصبر على مَشقّة القراءة؛