المحاضرة 10 :مجتمع المعمومات في الجزائر:إن الدخول إلى زمرة المجتمع المعموماتي ال يقف عمى رغبة الدول بل يتعداىا إلى االستعداداألمثل ووضع الخطط واالستراتيجيات لذلك، وتوفير البنية التحتية وتحضير الموارد البشرية ليذا.والجزائر كغيرىا من البمدان النامية التي تسعى جاىدة لدخول المجتمعات المعموماتية من خالل وىو األمر الذي سنحاول التطرق لو في ىذا العنصرالمتعمق بمدى االستعدادات والتدابير التي اتخذتيا الجزائر من اجل الولوج إلى مجتمع1- نبذة تاريخية عن مجتمع المعمومات في الجزائر:عرفت الجزائر خالل حقبة السبعينيات من القرن الماضي حالة ازدىار وانتعاش عمى المستوى ما جعميا تحتل مكانة مرموقة إذا ما تم مقارنتيا بالدول أين تم تخصيص ما نسبتو 25 ٪من ميزانية الدولة إلنشاء ىياكل تدريبية عمى جميع بما في ذلك مجال اإلعالم اآللي.إال أن مرحمة التسعينيات وما صاحبيا من محكات اجتماعية وأمنية وسياسية،البترول أدى إلى أزمة اقتصادية، وبالتالي تراجع في البنية التحتية بفعل الظروف األمنية السائدة شيد عام 1997م إعادة ىيكمة لحوالي مئة شركة عمومية اقتصادية بفعل االنتعاش االقتصاديّقوبداية تحسن وانف ارج األزمة األمنية،بتحرير التجارة الخارجية، عصرنة القطاع المصرفي،في أوت 2000 ،تمت المصادقة عمى قانون البريد واالتصاالت،التطوير،احتكار الدولة لقطاع االتصاالت.مجال االتصاالت الياتفية، والثانية فيديسمبر 2003 لموطنية الكويتية.في أبريل 2001 الموافقة عمى مخطط اإلنعاش االقتصادي لمفترة من 2001 إلى 2004 ، م استفاد قطاع تكنولوجيا اإلعالم واالتصال مباشرة من بعض الحصص حيث تضمن ذلك تخصيص مبالغ معينة لالتصاالت األساسية، وتقسمت الحصصإلى أربع مشاريع تحت مسؤولية وزارة البريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال عمى النحو التالي:- إنشاء مركز لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال بكمفة تقدر بـ 130 مميون دوالر.- تطوير ورفع مستوى الخدمات البريدية عمى الصعيد الوطني بقيمة 83 مميون دوالر.- برنامج لتوسيع االتصاالت الياتفية في البمديات النائية بقيمة 83 مميون دوالر.المشروع الرابع تابع لوزارة التعميم العالي و البحث العممي و ىو خاص بدعم و تطوير برامجو في 28 أكتوبر 2001 تمت المصادقة عمى قانون توجييي لترقية المؤسسات المتوسطة والصغيرة، ىذا القانون يضم تكييفا لمنظام الجبائي و تبسيطا لإلجراءات المتعمقة بالتعامل البنكي تتألف من عشرين عضو باإلضافة إلى أعضاء من الدواوين الوزارية واألساتذةقدمي خدمات اإلنترنت ِّدم التقرير في أكتوبر والبنكية، والضريبية،أمام 26 مبادرة سواء كانت عامة أو خاصة، والتي من شأنيا تحقيق تكامل المجتمع في مجالالمعمومات.عرضت وزيرة البريد وتكنولوجيات االتصال في جنيف 2014 اإلستراتيجية الجزائرية لبناء مجتمعلمجتمع المعمومات، أن "الجزائرتونس عام 2005 ،من خالل اعتماد إستراتيجية متكاممة لبناء مجتمع المعرفة واالقتصاد المعتمدعمى المعرفة.وأكدت الوزيرة عمى أن الجزائر أدرجت من بين أولوياتيا اإلستراتيجية دمقرطة االستفادة منتكنولوجيات اإلعالم و االتصال من خالل التكوين و ضمان تطوير الميارات و تسييل االنتقال كما اشارت السيدة الوزيرة إلى تنفيذ اإلستراتيجيةالوطنية لإلنترنت ذي التدفق السريع والفائق السرعة في الجزائر،ال يقل عن 780 ألف كيمومتر من األلياف البصرية عبر البالد. وفيما يتعمق بربط المناطق ومراكز البحث،بشبكة اإلنترنت ذي التدفق السريع،1000 نسمة. أكدت الوزيرة أن االبتكار والتطوير المقاوالتي الريادي يعدان من أركاناإلست ارتيجية الوطنية التي تبنتيا الدولة من خالل الحظائر التكنولوجية، جنباإللكترونية المخصصة لمقطاعات المختمفة والمواضيعية، وتعتبر أحد األولويات في البرنامجًض الوطني. ا بطاقة الضمان االجتماعيعد،الوطنية لمرعاية الطبية عن ب 18 مؤسسة استشفائية،ًض وىي جزء من إستراتيجية البالد الوطنية. ا أن عمميةالتكنولوجية، التي تستيدف تجييز حافالت تنتقل من قرية إلى أخرى لتعريف السكان المعزولينبتكنولوجيا االتصاالت واإلعالم،البالد. وىو نيج تعززه تطورات إيجابية فيالمؤشرات الرئيسية التي تسيم في تقدم المجتمع البشري الى مجتمع المعمومات، السيما الزيادةالممحوظة في عدد مستخدمي اإلنترنت.ّت ن مشروع الج ازئر اإللكترونيةّجيةضم 2013 ضمن مباد ارت ومشاريع الحكومة الج ازئرية المونحو تحقيق التنمية المستدامة في مختمف جوانب الحياة. يأتي ىذا المشروع في إطار جيود بناء حيث ييدف إلى إنشاء نظام إلكتروني متطور وشامل،وتعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة من خالل تطوير نظام المعمومات في القطاعات االتصاالتيةوالبنكية واإلدارية والتعميمية.والجيات اإلدارية.وكان اليدف من مشروع الجزائر االلكترونية يتمثل في:- ضمان الفعالية في تقديم الخدمات الحكومية لممواطنين، وأن تكون متاحة لمجميع، وذلكبتسييل وتبسيط المراحل اإلدارية التي تسعى من خالليا إلى الحصول عمى وثائق أومعمومات.- لتنسيق بين مختمف الوزرات والييئات الرسمية.- تحسين نوعية الخدمات المقدمة لممواطنين في مختمف مجاالت حياة مجتمعنا والمساىمةكذلك في تجسيد عمى أرض الواقع مبادئ العدالة االجتماعية والمساواة كذلك تحقيقالسياسة الوطنية الجوارية عن طريق تقريب اإلدارة من المواطن.- حماية مجتمعنا وبالدنا ضد آفة الجريمة المنظمة وباألخص الجريمة المنظمة العابرةلمحدود وكذا ظاىرة اإلرىاب والتي تستعمل غالبا تزوير وتقميد وثائق اليوية والسفركوسيمة النتشارىا.يتم تقييم مجتمع معين أو دولة معينة وربطيا بمجتمع المعمومات بناء عمى وضعية وىذا وفق مؤشرات تحدد مكانة كل دولة.ومن بين ىذه المؤشرات نجد:أ -مؤشر تكنولوجيا اإلعالم واالتصال )IDI : )ويقيس ىذا المقياس تقدم وتطور وااإلنمائية لتكنولوجيا اإلعالم واالتصال في الدول ومدى إمكانية ىاتو الدول في ومؤشر كثافة االستخدام، ومؤشر ميارةاالستخدام.ويشير ىذا المقياس في الجزائر إلى تأخر كبير وفق مؤشر تطور تكنولوجيا المعموماتواالتصاالت،4 سنة 2017 ،األمر الذي أدى إلى أن تصنف الجزائر فيالمرتبة 102 عالميا من أصل 176 دولة، و11 عربيا من 19 دولة.بين الدول لزيادة الرفاىية. مؤشر البيئة: ويضم البيئة التنظيمية والتشريعية، وبيئة االبتكار واألعمال. وجاىزية الميارات. مؤشر االستخدام: ويضم مؤشر االستخدام الفردي، واالستخدام الحكومي، مؤشر التأثير: ويضم مؤشر التأثير االقتصادي لمتكنولوجيا،االجتماعي لمتكنولوجيا.مستوى مؤشر الجاىزية الشبكية،%75.8 األردن 52 6%68 تونس 60 7%67.%63.%59.6 الجزائر 73 10بنظيراتيا من الدول العربية األخرى،د- مؤشر النسبة المئوية لألسر المعيشية التي لديها حاسوب: يشير ىذا المقياس أو المؤشرمكتبي، لوح رقمي(.الجزائر معدال ال باس بو 24. إال أنيا ال تزال بعيدة عن%37. أينتجاوز المعدل العالمي واقترب من المعدل األوربي لكل 100 ساكن، حيث بمغ معدل الجزائر02.117 ،101 ،والمعدل األوربي 118.من خالل األرقام المقدمة وفق مؤشرات قياس مجتمع المعمومات يتضح لنا أن الجزائر تعيش ويمكن أن نوجز أسباب ىذا التأخر فيما يمي:- الزالت الجزائر بعيدة عن المقاييس العالمية في استعمال التكنولوجيا، مما يسيم في تعزيز التنسيق بينيا وتحقيق االستقرار والكفاءة فيالعمل- ىناك فجوة رقمية واضحة تظير في عدة مجاالت منيا: البنية التحتية التكنولوجيةلإلدارة، والصحة، والتجارة،سمباً عمى تنفيذ مشروع الحكومة اإللكترونية،تحقيق االستفادة الكاممة من التقنيات الحديثة والتطورات الرقمية في أداء الواجباتً - نقص في القطاعات افي جذب وتوظيف الخب ارء المؤىمين،- توجد مفاىيم وأفكار تتمسك بالطرق التقميدية ولم تتبنى التكنولوجيا الحديثة بعد فيً المجتمع الجزائري.قد ال يكون المجتمع مستعدسواء بسبب نقص الوعي بأىميتو في تطبيق الحكومة اإللكترونية أو لعدم االعتيادوالتكيف مع ىذه الطرق الجديد.بدو أن ىناك انتشارالتكنولوجيا منخفضة بسبب ضعف التأىيل في مجال تكنولوجيا االتصال والمعمومات.يبدو أن ىذه التكنولوجيا قد صارت محصورة بين الطبقات المثقفة دون أن تصل إلى وىذا يجعل المواطن يستخدم ىذه التقنيات فقط في حاالت الضرورةالممحة دون أن يستفيد منيا بشكل أوسع في حياتو اليومية.- يواجو األسر الجزائرية صعوبات كبيرة في الحصول عمى التقنيات بسبب تكمفتيا العاليةا من الرفاىية وىو ما يعتبرونو جزء .اليياكل االجتماعية الالزمة لتحقيق نجاح مشروع الحكومة اإللكترونية،