بعد وفاة الرسول  واجه الخلفاء الراشدون، فلم يكن لهم منفذٌ لهم إلا الجهاد. نظر في كتاب الله تعالى فإن وجد ما يقضي به قضى به، فإن وجد ما يقضي به قضى به، فإن أعياه ذلك سأل الناس: هل علمتم أن رسول الله  قضى فيه بقضاء؟ فربما قام إليه القوم فيقولون: قضى فيه بكذا أو بكذا، فإن لم يجد سنة سنها النبي  جمع رؤساء الناس فاستشارهم. ومما يدل على ذلك ما روي عن عبد الله بن عباس –رضي الله عنهما- أن عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- خرج إلى الشام حتى إذا كان بسرغ لقيه أمراء الأجناد –أبو عبيدة بن الجراح وأصحابه- فأخبروه أن الوباء قد وقع بأرض الشام، فدعاهم فاستشارهم، وقال بعضهم: معك بقية الناس وأصحاب رسول الله ، فدعوتهم فاستشارهم فسلكوا سبيل المهاجرين واختلفوا كاختلافهم. فقال أبو عبيدة بن الجراح: أفرارًا من قدر الله؟ فقال عمر: لو غيرك قالها يا أبا عبيدة، نعم نفر من قدر الله إلى قدر الله، أرأيت إن كانت لك إبل هبطت واديًا له عدوتان؛ أليس إن رعيت الخصبة رعيتها بقدر الله، وإن رعيت الجدبة رعيتها بقدر الله. سمعت رسول الله  يقول: « إذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه» قال: فحمد اللهَ عمرُ وانصرف. فقال: فما يمنعك والأمر إليك؟ قال: لو كنت أردك إلى كتاب الله أو إلى سنة رسوله –عليه الصلاة والسلام- لفعلت، ولكني أردك إلى رأي والرأي مشترك. فلم ينقض ما قال علي وزيد. فعمر ابن الخطاب –رضي الله عنه- مع إلهامه وصدق ظنه كانت استشارته للناس كثيرة.