قبل التطرق إلى تعريف المسير تجدر الإشارة إلى وجود عدة مسميات تستعمل للتعبير عن المسير في الواقع العملي منها: الرئيس، كما نجد أن بعض الكتاب يشير إلى المسير من خلال مصطلح المدير (Manager).من خلال هذا المدخل يمكن تعريف المسير كالآتي: -يعرف المسير بأنه:'' الفرد الذي يترأس مجموعة من العاملين ويسعى لتنفيذ الأعمال بواسطتهم، ويشرف على تنفيذ النشاطات لتحقيق أهداف المؤسسة. '' رئيس قسم، ندير إدارة وغيرها. من خلال التعاريف السابقة يمكن إعطاء التعريف الشامل للمسير بأنه: '' الفرد الذي لديه مسؤولية في بعض أو كل جوانب وظائف المؤسسة والذي يعمل على تنسيق وتوجيه جهود العاملين نحو تحقيق الأهداف المطلوبة ''. المطلب الثاني: مهرات المسير. ان ممارسة المسير لعلم التسيير في المؤسسة تتطلب منه التمتع بمجموعة من المهارات أهمها:المهارات الفنية: تتمثل بالقدرات والقابليات على استخدام معرفة تخصصية أداء مهام محددة مثل القدرات المحاسبية والتسويقية وغيرها يحصل المسير على هذه المهارات خلال الدراسة وكذلك التدريب اثناء الوظيفة، ويلاحظ ان هذه المهارات في الاقتصاد المعاصر قد توسعت وازدادت غنى من خلال تكنولوجيا المعلومات والاستخدام الواسع للحاسوب ومن المعلوم ان هذه المهارات مهمة جدا في بداية الحياة الوظيفية.المهارات الإنسانية: تعني المهارات الإنسانية القدرة على التعامل مع الأفراد وإيجاد روح التعاون في الفريق الذي يعمل المسير على قيادته، بصفة أخرى المهارات الإنسانية تتعلق بالعمل مع الاتجاهات ومع موضوع الاتصال، ومع الفراد والجماعات واهتماماتهم، وباختصار يمكن القول بانها تتعلق بالعمل على الفرد والقدرة على تحفيزهم والقدرة على إدارة الصراع والقدرة على التأثير في الآخرين والتكيف معهم. هي قدرة المسير على التعامل مع الأفكار والعالقات المجردة أي انها القابلية الذهنية للمسير على النظر الى المؤسسة ككل متكامل وقابليته أيضا على إدراك او تصور العالقات المتبادلة التي تحدث بين أجزاء المؤسسة المختلفة من جهة وبين المؤسسة وبيئتها الخارجية من جهة أخرى. المطلب الثالث: صعوبات المسير.مسؤولية المسير في الشركات التجارية:المسؤولية المدنية للمسير: يعمل المسير على العديد من الاعمال التي تمس بمصلحة الشركة والغير، سواء بالسلب او الاجاب، وهو ما يؤدي الى خطورة كبيرة قد تتسبب في عرقلة سير الشركة وربما انهيارها تماما، مما يجعل المسير مسؤولا مدنيا نتيجة خطئه او تقصيره، وبالنظر الى احكام المسؤولية المدنية لمسير المؤسسة باعتبار المسير يعد الممثل القانوني للشركة، وهو ما يستدعي حرصهم على المحافظة على حقوق الأطراف وذوي المصالح المختلفة من أخطاء المسيرين. تقوم هذه المسؤولية على أساس مخالفته لقواعد النظام العام والمنصوص عليه ضمن قانون العقبات، او على أساس القواعد الخاصة المنصوص عليها ضمن نصوص القانون التجاري او بعض النصوص التشريعية واللوائح التنظيمية الأخرى. المطلب الأول: وظائف المسير. التخطيط وصنع القرار: هو نشاط يتضمن تصميم اهداف المنظمة وتقرير أي وسيلة تكون مناسبة لبلوغ هذه الأهداف، ويهدف التخطيط لإمداد المسيرين بمخطط يتعين عليهم ان يفعلوه في المستقبل فهو عمل ذهني موضوعه الترتيبات التي يفكر فيها المسير في حاضره مستفيدا من ماضيه كي يواجه بها ظروف مستقبلية لتحقيق أهدافه وبهذا يتبين لنا ان التخطيط ينطوي على اختيار الأهداف والسياسات والبرامج والإجراءات وذلك بإحكام، لغرض تطويع المستقبل المجهول لإرادة المسير قدر المستطاع.التنظيم:تختص وظيفة التنظيم بتجميع الأنشطة والموارد في صيغة منطقية مناسبة وتتضمن الوظيفة التنظيمية تحديد اختصاصات شاغلي الوظائف، قدر المسؤولية والسلطة التي ستكون لكل رئيس، وكم يخصص له من المساعدين او المرؤوسين، وأنواع اللجان التي سيتطلب الامر وجودها.القيادة: وهي الوظيفة التي تضم عمليات بإرشاد وتوجيه العاملين تجاه تحقيق الأهداف كذلك تشمل وظيفة قيادة تحفيز العاملين وإدارة العمل الجماعي، والتعاون مع الصراع والقضايا التغيير في سياسات العمل وسلوكيات العاملين، وهي أمور تحتاج الى مهارات سلوكية بطبيعة الحال ضمن ما تحتاجه من مهارات أخرى.الرقابة: من خلال هذه الوظيفة يقوم المسير بمراقبة الأنشطة لكي تساير الخطط الموضوعة ومن اهم مكونات هذه الوظيفة قياس النتائج الفعلية ومقارنتها مع الخطط، اذن هي عملية متابعة مدى التقدم وتحديد واتخاذ الإجراءات اللازمة لضبط وتحسين الأداء.المطلب الثاني: أدوار المسير. رغم اختلاف مهام ووظائف المسير عبر المستويات التسيرية، فإنه يقوم بمجموعة من الأدوار يمكن حصرها كالآتي: الأدوار التفاعلية: تستهدف سير العمل بصورة منتظمة حيث تتمثل في:رصد المعلومات: المسير يتسلم المعلومات ذات الصلة بالعمليات والأحداث الخارجية، ويواكب التطورات ويتعلم الأفكار والاتجاهات الجديدة.مرسل المعلومات: يسهل هذه الدور إرسال المعلومات المستلمة من الخارج إلى أفراد المؤسسة أو العاملين برئاسته.