وفي ترجمتنا لهذين العلمين اضطررنا أن نبتعد عن المعنى الاشتقاقي للفظين الدالين عليهما في اللغات الاوروبية، لان موضوعها فعلا يبعد كل البعد عن معنيهما من الناحية الاشتقاقية . فكلمة أثنولوجيا أتت من كلمتين يونانيتين : Ethnog سلالة ولوجوس أولوجيا أي دراسة ، ولكن الاثنولوجيا لا تدرس السلالات البشرية ، إذ أن دراسة السلالات البشرية تدخل في صميم علم الانسان الفزيائي ، كما سبق أن عرفنا ، وكذلك علم الاثنوجرافيا أو الأثنوغرافيا أتى من أصلين يونانيين ويعني رسم أو معالجة السلالات ، ولكن رسم الفوارق بين السلالات ومعالجة خصائص السلالات ليس من مجال علم الاثنوجرافيا . ولكن كلا العلمين يقوم بدراسة الثقافات الانسانية : فالاثنوغرافيا هي علم وصفى صرف ، إذ يقوم بتصوير الثقافة الشعوب ووصفها وبيان ما يسودها من نظم وعادات وتقاليد ، دون الدخول في تحليل هذه المعلومات وإيجاد الصلة بينها وبين بعضها بعض ، فمهمته أشبه شيء بآله التصوير ، إذ ينقل صورة مضبوطة أمينة لما يسود الشعوب المدروسة من ثقافات وحضارات بلا زيادة ولا نقصان . ثم يأتي علم الاثنولوجيا فيحلل هذه المادة الخام ، ويصنفها ويبوبها ويوجد العلاقات بينها حتى يصل الى الكشف عن المبادىء العامة ،