ويقول سمير أمين : ليس هدف هذا الكتاب أن يقترح قراءة خاصة لتاريخ نصف قرن انقضى منذ الحرب العالمية الثانية، أن أحاول إعادة كتابة مراحل تكون وتطور أطروحاتي في الرأسمالية والاشتراكية. ويبدو لي ضروريا أن أضع هذه السيرة في موقعها من تاريخ المرحلة . وسيرتي الذهنية ترتكز إلى بضعة أسئلة رئيسية كانت دائما، ومازالت موضع انشغالي ومركز محاولتي لصياغة الإجابات. سأسعى إذن في هذا المؤلف إلى أن أعيد رسم هذا الرباط الوثيق بين تقدم مقولات وتطور العالم في واقعه كما أدركته ووعيته في أبعاده الاقتصادية والسياسية والثقافية. إلى أن أسجل النقاط التاريخية المرجعية التي بدت لي، في كل مرحلة مؤشرا جوهريا على الواقع (30) . ويقول عبد الكبير الخطيبي : كيف سأحصر المجال السيرذاتي ؟ سأحصره بتسريح النادرة والواقعة في حد ذاتها، وشبيه الأصل، والجرح المقدر بين الشرق والغرب (31). وماذا أكل وأشرب وألبس، وأخوالي وخالاتي وخلاني وأعدائي، أما هذه الأمور كلها، وكثير من نوعها. فما ظننت يوما أن للناس أي نفع في معرفتها لذلك أهملتها الإهمال كله في كتاباتي. لكن فضول قرائي - وهو فضول مغفور ومشكور - يأبى الاكتفاء بمشاركتي في حياتي الفكرية،