وأراد الله غيره قال سبحانه: {وإذ يعدكم الله إحدى الطائفتين أنها لكم وتودون أن غير ذات الشوكة تكون لكم ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين } (الأنفال:7). سلك بها طريق الساحل، فأصروا على المضي ومقاتلة النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه بطرا ورئاء الناس فقال أبو جهل لعنه الله: "والله لا نرجع حتى نقدم بدرا فنقيم بها ونطعم من حضرنا، فاستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه، فوقف المقداد بن عمرو من المهاجرين وقال: "يا رسول الله! امض لما أراك الله فنحن معك، والله لا نقول لك كما قال بنو إسرائيل لموسى : {فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون } (المائدة:24) ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا إلى برك الغماد -مكان باليمن- لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه" وقام سعد بن معاذ - زعيم الأوس- فقال: "والله لكأنك تريدنا يا رسول الله؟ قال: أجل، فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك، لعل الله يريك منا ما تقر به عينك، فلما رأى النبي صلى الله عليه وسلم اجتماعهم على القتال بدأ بتنظيم الجيش، وأعطى رايتين سوداوين لعلي و سعد بن معاذ رضي الله عنهما، وجعله وبالا شديدا على المشركين. اللهم إنك إن تهلك هذه الفئة لا تعبد بعدها في الأرض، فما زال يهتف بربه حتى سقط رداؤه عن منكبيه، وقال: يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك". رتب النبي صلى الله عليه وسلم الجيش في صفوف كصفوف الصلاة، و العاص بن هشام ،