وفي مساء أحد الأيام وعندما جلسنا مع عائلتي نتسامر تحت ضوء النجوم على سطح بيتنا قالت أمي: ما رأيك يا أبا سعيد أن نذهب في الغد إلى بستان العم توفيق فهو جميل ومزهر والنهر قريب منه، فرح والدي بما سمعه ووافق على اقتراح أمي، قالت أمي إذًا سأقوم أنا بالتحضير إلى الرحلة وهيا يا فارس تعال لتساعدني، إذ سأحصل فيها على كثير من المميزات التي لا أحلم بها في المنزل مثل لعب كرة القدم والركض والسباحة بالنهر القريب من البستان، نزلتُ مع أمي إلى مطبخ البيت وقالت: هيَّا ما رأيك يا فارس أن نقوم بتحضير اللحم لشواء الغد؟ فرحت كثيرًا فهذه هي المرة الأولى التي سأساعد بها أمي في تحضير اللحم للشواء، ولكنَّ الوضع اختلف بعد أن سافر إلى دولة الإمارات؛ وبدأت بوضع أنواع البهارات والفلفل على اللحم وتحريكه حتى تتجانس المكونات، بدأت بإدخال اللحم رويدًا رويدًا وبعد طول انتظار أنجزت المهمة بنجاح. غسلت يديَّ بعد أن انتهيت من عملي وذهب أمي لتكمل تحضيرها لرحلة الغد، وذهبت إلى فراشي وخلدت إلى النوم وأنا أحلم بيوم الغد. استيقظنا في اليوم التَّالي وكانت أشعة الشمس قد بدأت تتسلل إلى غرفنا وجدتي تقوم بمهمتها اليومية في إيقاظنا، بدأت النظر إلى الأشجار لتي نمر بها، وصلنا إلى البستان أخيرًا، كان بستانًا أخضر ترقص به الفرشات والعصافير سويًا، ويمتلئ بالأزهار ذات الألوان المختلفة، فمنها البيضاء والصفراء والحمراء والبنفسجية، حتى نتمتع وغيرنا بمناظرها الخلابة، أخذ أبي قطعة من القماش ومدها على الأرض، ويعربون عن شدة إعجابهم بهذا الطقس الجميل والبستان الرائع. تناولتُ كرتي وبدأت اللعب بها، ونتدحرج على أرض البستان ونتبادل الضحكات العالية معًا، ثم حلَّ وقت الظهيرة ومالت الساعة إلى الثانية عشر ضهرًا فأخذ والدي مع أمي وجدتي زاوية تحت شجرة الصنوبر لسيتظلوا بظلها، واستأذنت أمي لأن أذهب للسباحة مع صديقي الجديد في النهر، Volume 0% لبست لباس السباحة المخصص وارتديت نظارات السباحة ونزلت إلى النهر مع صديقي سامي، ولم أنتبه إلا وأمي تناديني لأجمع الحطب المترامي في الأطراف من أجل إتمام الشواء. انتهينا من الشواء أخيرًا وبدأنا بأكله، ويا له من طعام لذيذ تذوب القلوب إليه، ولكن! حدث أمر لم يكن بالحسبان! فقد عطشنا ونحتاج إلى الماء ونسي والدي إحضاره،