إن أبا تمام في قصيدته (فتح عمورية )يصور المعركة ،ويسخر من المنجمين ومازعموا أن المعتصم لايفتح عمورية إلا أيم التين والعنب ،وقد استهلها بتفضيل استعمال القوة والانصياع لأخبار المنجمين وكذبهم ،والسيف على الكتب ،ويشير إلى أن الحرب وحدها سبيل المجد والنصر الحقيقي،تم ينتقل إلى وصف المعركة وماحققته من منى معسولة،فقد دمر جيش أمير المؤمنين المدينة وحولها إلى ركام ورماد،فالنيران أحالت ليلها إلى نهار ،فكأن الظلام ألقى عنه سواده وخلع ثيابه، أوكأن الشمس لم تغب ولم تغرب فالشاعر أغراه مشهد الحريق الهائل، فعكف عليه يرسم ملامحه التي تملأ نفسه فرحاً، ويزداد انفعال الشاعر بالمشهد فإذا هو لديه أحلى من أثأر ديار مية على قلب غيلان.