أتشعرُ أنّك مرهقٌ جداً يا فتى؟ متعبٌ من كلّ شيءٍ، فأنا أستطيعُ أنْ أتفهّم غضبكْ ونقمتكَ على الحياةِ كلّها، وأنتَ تجلسُ كلّ صّباحٍ في هذهِ الزاويةِ المعتمةِ منْ هذا الكوكبِ المقفرِ، تنتظرُ منْ يمرُّ من هُنا راغباً في مسحِ حذائهِ.تشعرُ بالخجلْ أليسَ كذلك؟ أو ربّما تشعرُ أنّك مطحونٌ في ركنٍ منسيٍ من هذا الكونْ، كلّما ناولكَ أحدهمْ نظيرَ عملكْ، لكنّي أفهمُ أيضاً أنّنا لا نختارُ ما نحنُ عليهْ، بينما نستطيعُ تغييرهُ بأيدينا مسْتقبلاً، فلا تسْتهنْ بكلّ الّذي تقُومْ به الآن. ستدركُ أنّك قدْ صقلتَ الرّجولة فيكَ مبكراً جداً، وأنّ الطّفولةَ الّتي حُرمتَ جنّتها، ستعوّضُ برجولةٍ مكتملةٍ وقادرةٍ على مواجهةِ صُعوباتِ الحياة، أنتَ تصنعُ من نفسكَ الآن رجلاً، وقليلُون جداً همُ الرجالُ على هذا الكوكبْ. فأنتَ الآن درسٌ للعالمِ كلّه.أنتَ درسٌ للعالمِ أجمعْ.