بدأت شعوب عدة في العالم تهتمّ بالتّراث على اعتبار أنّه هو الهويّة الثّقافيّة التي تميّز شعباً عن غيره. ولذا فإنّ شّعوباً وقوميّات مهدّدة، حرصت على إظهار فنونها المستمدّة من تراثها وحضارتها، وأوجدت بالتّالي حركة عالميّة تهتمّ بميادين التّراث، وتمّ عقد العديد من النّدوات والملتقيات، وتأسيس عدد من الجمعيات العلمية المهتمّة بالتراث التي أوجدت تخصّصات فيها، بناء على حاجات شعوبها وأوطانها، فأحدثت بالتالي نهضة علميّة جيّدة، وقدّمت كثيراً من فنون الأمم المهدّدة في تراثها، واطّلع عليها الباحثون والمختصّون على مستوى العالَم. ومن الأمور الملاحظة أنّه في مثل هذه الملتقيات يتم استعراض أوراق عمل وبحوث ودراسات في مختلف فروع التراث الخاصّة بهذه الأمم، بل ويصل الأمر إلى استعراض أدقّ التفاصيل حول حياة هذه الشعوب وتراثها وفنونها، بل وسعت بعض الدول التي توجد ضمن مكوّناتها الأصليّة شعوب قديمة، مثل: أستراليا ونيوزيلاندا والولايات المتحدة، إلى تبنّي تراث تلك الشعوب والحفاظ عليه، مع اختلافها معها في الجذور، فكيف إذاً بِمَن تأصّل وتجذّر وجوده في هذه الأرض، وعُدّ المكوّن الوحيد لها؟ وممّا لا شكّ فيه، فإن لم يكن للتراث دور في تنمية المجتمع وحفظ هويّته، فإنّ الأجيال النّاشئة لن تمتلك المرجعيّة الوطنيّة الثّقافيّة والتّاريخيّة. وستضطرّ للأخذ بهويّة جديدة لا تمتّ بصلة إلى أرض الإمارات، خاصّة أنّنا نعيش في مجتمع مفتوح كثير التّنوّع والتّعدّد الثّقافي والفكري والاقتصادي. ويزخر الأدب المحلّي بأمثال معبّرة وألغاز وألعاب وقصص وحكايات متنوّعة،