ولكنها كانت انتقالاً معنوياً من حال إلى حال، أو الانتقال من حال إلى حال، أما الهجرة الشعورية فتعني الانتقال بالنفسية الإسلامية من مرحلة إلى مرحلة أخرى بحيث تعتبر المرحلة الثانية أفضل من الأولى كالانتقال من حالة التفرقة إلى حالة الوحدة . وقد يضطر المسلم للهجرة من بلد إلى آخر لعدة أهداف: ولهذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله، والأخرة أن تهاجر إلى الله ورسوله، إن الهجرة الشعورية واجبة على كل حال وفي كل حين، والمسلم مكلف بأن يهجر كل ما حرم الله إلى ما أحل الله، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه". والمعنى الذي حدده المصطفى صلى الله عليه وسلم للهجرة معنى عام، لقد كان هدف الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم من هجرته إلى المدينة إيجاد موطئ قدم للدعوة لكي تنعم بالأمن والاستقرار حتى تستطيع أن تبني نفسها من الداخل وتنطلق لتحقيق أهدافها على جميع المستويات والاصعدة ، ولما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وجود رأي عام مؤيد للدعوة في المدينة حثّ أصحابه إلى الهجرة إليها وقال لهم: "هاجروا إلى يثرب فقد جعل الله لكم فيها إخواناً وداراً تأمنون به". فما أحوج المسلمين اليوم إلى هجرة إلى الله ورسوله: هجرة إلى الله بالتمسك بحبله المتين وتحكيم شرعه القويم،