يلخص هذا الفصل ظهور الدراما النسوية في بريطانيا والولايات المتحدة في أواخر الستينيات، كنوع مسرحي متميز رغم وجود مسرحيات عن المرأة منذ القدم. ترجع جذورها إلى التغيرات السياسية والفنية في الستينيات، متبناة من قبل كل من المسرح الحديث والحركة النسوية. تتميز هذه الدراما بتقديم شخصيات نسائية مختلفة عن النماذج التقليدية، مع التركيز على التفاصيل والبناء الدرامي بدلًا من الحبكة الرئيسية. غالباً ما تتوزع اهتمامات الكاتبة على عدة شخصيات، وقد تستبعد الرجال تمامًا أو تقلل من أدوارهم، ليس انتقامًا بل لتسليط الضوء على حياة النساء وعلاقاتهن فيما بينهن ومع الرجال. بعض المسرحيات تعيد كتابة التاريخ من منظور نسائي، وتستخدم التنكر لتوضيح الفرق بين الجنس والنوع الاجتماعي. العديد من الكاتبات استمدّن قصصهن من حياتهن الخاصة، مقللة المسافة بين الكاتب، الممثلة، والشخصية. لتجنب التركيز المفرط على التجارب الشخصية، استخدمت فرق المسرح النسوية كتابة النصوص بشكل جماعي، مما أنتج "مسرحيات الكورال" التي تركز على مجموعة من النساء. لكن هذه الطريقة واجهت تحديات في النشر والإنتاج، فأصبحت أساليب تعاونية أخرى شائعة، كإسناد الكتابة لأعضاء معينين أو عمل كتاب مع المخرجين والممثلين لتطوير النص. بعض النصوص أصبحت أكثر مرونة، مما يسمح بإعادة كتابتها من قبل الفرق. تتغلغل جذور هذه الأعمال الجماعية في فكرة "الفريق المتآلف" التي طرحها جوجول وشيبكين، والتي تأثر بها ستانيسلافسكي. لكن تحقيق المساواة الحقيقية في العمل الجماعي كان صعبًا طالما ظلّت النساء والرجال غير متساويين. تأثرت الدراما النسوية بالمسرح التجريبي في الخمسينيات والستينيات، مع فرق مثل "ورشة العمل المسرحية" و"المسرح الحي" اللذان استخدما الارتجال وكسرا الحواجز بين الفن والحياة. لكنّ سيطرة الرجال على المسرح الجديد لم تتغير بشكل فعّال. رغم نجاحات كاتبات مسرحيات مثل آن جيليكو وشيلا دي لاني، إلا أنَّ المسرح الجديد، كالحركات السياسية في الستينيات، لم يمنح النساء نفس الفرص التي منحها للرجال. ساهمت الحركات النسوية في كلا البلدين في تغيير هذا الوضع، مع تأكيدها على أن "الأمور الشخصية هي أمور عامة وسياسية". واجهت الحركة النسوية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تحديات مختلفة، ففي الولايات المتحدة كان التركيز على الحقوق المدنية، بينما في بريطانيا كان الإطار السياسي هو الهيكل الطبقي. كافحت الكاتبات المسرحيات ضد التعريفات المحددة للدراما النسوية، ومقاومتهن للارتباط بالحركة النسوية خوفًا من اتهامات بالوعظ أو التحيز. مع ذلك، حققت الدراما النسوية نجاحًا ملحوظًا، مع نشر العديد من المسرحيات وتأسيس شبكات داعمة للكاتبات في كلا البلدين.