هو أبو المهاجر دينار مولى مسلمة بن مخلد الأنصاري. بعد أن ولى معاوية بن أبي سفيان مسلمة بن مخلد ولاية مصر نضير بلائه الحسن في تثبيت أركان الدولة الأموية، عزل عقبة بن نافع عنها وولى عليها أبا المهاجر دينار، وهو بالونشريس تناهى إلى علمه خبر الجموع الضخمة التي أعدها زعيم البربر كسيلة بن لمزم(زعيم قبيلة أوربة) الذي عسكر نواحي تلمسان بعدما ابرم اتفاقا وحلفا مع بقايا البيزنطيين الروم لقتال المسلمين، فأسرع إليه الفاتح أبو مهاجر في جيش من العرب والبربر المسلمين الجدد، وقد عمل أبو المهاجر على التقريب بين البربر والعرب وربط الصلة بينهم للقضاء على الاحتلال البيزنطي الذي ظل يعمل بلا هوادة لفك عرى التحالف الجديد بين كسيلة وأبا المهاجر. عزله يزيد بن معاوية عن إفريقية سنة 63هـ وأعاد عقبة بن نافع واليا عليهافي عام(62هـ. وكان عقبة بن نافع كلما سار للفتح إلا وحملهما معه مثقلين بالسلاسل ومكبلين بالحديد مما زاد في إرهاقهما وتعذيبهما الجسمي والنفسي، ورغم أن أبا المهاجر دينار كان قد نصح عقبة بن نافع بعدم الإساءة إلى كسيلة مما سيكون له عواقب وخيمة في مسار الفتح الإسلامي، لكن عقبة لم يأبه لذلك فحلت عليه الكارثة.