انضمت صفية الى موكب النور هي وفتاها الزبير بن العوام وعانت ما عانه المسلمون السابقون من بأس قريش وعنتها وطغيانها. ولما أذن الله لنبيه والمؤمنون معه بالهجرة الى المدينة، خلفت السيدة الهاشمية وراءها مكة بكل ما لها من الذكريات الطيبة، مهاجرة بدينها الى الله ورسوله. فقد كان لها في ميادين الجهاد مواقف ما يزال يذكرها التاريخ بإعجاب، فقد خرجت مع جند المسلمين في ثلة من النساء جهادا في سبيل الله تنقل الماء وتروي العطاش، ولا غرو فقد كان في ساحتها ابن اخيها محمد رسول الله وأخوها حمزة أسد الله وابنها الزبير بن العوام حواري نبي الله. ولما رأت المسلمين ينكشفون عن رسول الله صلى الله عليه وآله الا قليلا منهم، ومضت تشق به الصفوف وتضرب بسنانه الوجوه وتزأر في المسلمين قائلة: ويحكم، فلما رآها النبي صلى الله عليه وآله مقبلة خشي عليها ان ترى أخاها حمزة وهو صريع، وقد مثل به المشركون أبشع تمثيل، فأشار الى ابنها الزبير قائلا: المرأة يا زبير .