فمقارعة الأقدار لا تكون إلا إذا كانت الأقدار قوية مستحكمة ، ومن ثم فلابد من مقارعة القدر على نحو ما تلاحظ ذلك المعنى ، فلابد أن يستجيب القدر ولابد للقيد أن ينكسر في الأدب عامة أن القدر هو مصدر شقاء الإنسان ، إنما يهدف إلى إماتتها / حرمانها من الحياة . إنَّ السد المذكور لا يفصح النص عن أغراضه ، أو جلبة أو ضوضاء ، إنهم أضأل شأناً من الحجر؛ يمتلك الشعور / الوعى ، فهى مدينة مكفنة / ميتة / عاجزة عن الفعل والحركة. وربما أحتمل البياض دلالة البراءة؛ فإنه يؤكد الدلالة الايجابية لفعل الحجر المتمرد على حقارة الوجود وظلم الأقدار من خلال رؤيته الذاتية التي أقام عليها منظوره وعالمه الشعري كالأرض التى ) ترشف ( الماء ، إنه مغزى الوجود ومبرره ، وهو مستوى من الوجود يحايث العدم . إنه يجهل غاية وجوده التى تستلزم أن يكون فاعلاً في بناء الحياة، الذي جعلته الأقدار العمياء - على حد قول الشاعر نفسه -، كرسها ليل طويل خيم على المدينة البائسة بظلامه قرونا . وهذا يتطلب فعلاً جريئاً لا يخلو من مخاطر وتضحيات ، وإنَّما غير وجود المدينة برمتها بانقشاع الليل واستيقاظ الفجر ، على هدير الطوفان / الحياة المقموعة منذ قرون