أصبح من المتداول اليوم في مجال علم الخلاق، إن الخلاق بوجه عام تأثرت بالواقع الحياتي للإنسان المعاصر، واذا كان البحث الخلاقي الكلاسيكي يبحث في وضع المعايير النظرية الكلية للسلوك الإنساني استنادا إلى فانه وتماشيا مع الواقع الجديد للإنسان تحول البحث الخلاقي من التنظير الكلي العام إلى الطرح الجزئي العملي المرتبط بالإشكالات العملية الناتجة عن الواقع الحياتي الجديد للإنسان المعاصر في مختلف المجالات، وتعدد هذه المجالات افرز مفهوما جديدا للأخلاق من الوحدة إلى التعدد، فلم نعد نتحدث عن اخلاق مفردة تصلح كمعيار لجميع مجالات هذا الواقع الإنساني الجديد، 2. مفهوم الأخلاقيات التطبيقية: "الخلاق التطبيقية هي مجموعة من القواعد الخلاقية العملية المجالية، تسعى لتنظيم الممارسة داخل مختلف ميادين العلم والتكنولوجيا وما يرتبط بها من أنشطة اجتماعية واقتصادية ومهنية. كما تحاول ان تحل المشاكل الخلاقية التي تطرحها تلك الميادين، لا انطلاقا من معايير أخلاقية جاهزة ومطلقة، بل اعتمادا على ما يتم التوصل إليه بواسطة التداول والتوافق، وعلى المعالجة الخلاقية للحالات الخاصة والمعقدة أو أن معالجة القضايا الخلاقية يتم عبر التداول المعرفي والاجتماعي وليس وفكرة التداول تقتض ي مشاركة الفاعلين في المجال العملي المولد للمشكل. فنحن أمام إشكال أخلاقي يهم المجتمع ككل ويحتاج الى راي جماعي يكون عبر التداول. وهو ما تؤكد عليه فلسفة الخلاق التطبيقية. ومن التعريفات ما يؤكد على مجالات الخلاق التطبيقية، وأخلاقيات البحث وأخلاقيات وسائل الإعلام، الخ. فهي بذلك فرع من الخلاقيات المكرسة لمعالجة المشاكل والممارسات والسياسات الخلاقية في الحياة الشخصية والمهن والتكنولوجيا. والتي ترتب عنها وضع اخلاقيات للمهنة الخاصة بكل مجال. فأصبحنا نقرأ عن أخلاقيات مهنة الطب، كما يعرفها د. ومراعاة أو عدم مراعاة النزعة الإنسانية. 87لك المهن أو القضايا الطبيعية الراهنة، الخ. نستنتج من ذلك أن الخلاق التطبيقية هي فرع جديد من البحث الخلاقي الكلاسيكي لكنه يختلف عنه من حيث طبيعة البحث، فإذا كانت الخلاق الكلاسيكية بحثا نظريا معياريا لما يجب أن يكون عليه السلوك الإنساني، وهي حلول تمتاز بالطابع العملي الذي يجب أن يساير ما هو عليه الواقع الحياتي الذي أفرزه التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع للإنسان. على النقيض من النظرية الخلاقية التقليدية التي تهتم بالمشاكل النظرية الخلاقية البحتة"2. 3. أخلاقيات الإعلام: وكونها كذلك يعود لهمية الإعلام في الحياة المعاصرة. إلا أنها كانت دائمة التطور تبعا للتطور الحضاري الذي يبلغه الانسان. والاشهار، وصنعه، ونظرا لهذه الهمية التي أصبح عليها الإعلام، 4. أخلاقيات مهنة الإعلام أخلاقيات مهنة الاعلام هي فرع للأخلاقيات التطبيقية، إذ الفارق بينهما إن إشكالات الخلاق التطبيقية هي إشكالات عامة تتعلق بالواقع العملي الحياتي للمجتمع المعاصر، بينما أخلاقيات المهنة هي أخص من الخلاقيات التطبيقية فمجالها محدود بحدود المجال العملي الذي تهتم به. وغيرها. لهذه المجالات وغيرها. إلا أنها تصب كلها في اتجاه واحد والذي يرى بأن مهنة الصحافة أو الإعلام بصفة عامة سواء ينظر إليها على أنها حرفة أو مهنة، ومن أهم هذه التعريفات: يعرف مجمع اللغة العربية بالقاهرة أخلاقيات المهنة الإعلامية باعتبارها: "مجموعة من القواعد المهنية أو الخلاقية المتضمنة في مواثيق شرف مهنية يفترض أن يلتزم بها الإعلاميون في ممارستهم دون توقيع عقوبات عليهم في حالة الخروج عنها. كما عرف هونبرغ الخلاق المهنية للإعلامي أو الصحفي بأنها: "تلك الالتزامات الساسية التي يجب أن يتحلى بها كل صحفي، والمتمثلة في ضرورة العمل من أجل الوصول إلى تغطية صحفية منصفة وشاملة ودقيقة، صادقة وواضحة مع مراعاة حماية المصادر وتحقيق الصالح العام، عبر احترام القانون وحقوق الحياة الخاصة وحرمتها وتصويب الخطاء المتعلقة بالنشر الصحفي. وكذلك الاتجاهات الفعالة والدعاوي المتصلة بكل ما هو ملائم في أسلوب العمل والإنجاز. الفكرة النموذجية التي تتمثل بالالتزام بالموضوعية في إعداد النباء والدعاوى المتصلة بأكثر الصور التكنولوجية ملائمة لتحقيق مهمات اتصالية ذات نوعية خاصة والدعاوى الخاصة بتحديد مقاييس المسلسلات التلفزيونية. " كما يعرف كوهين وإليوت أخلاقيات الصحافة بأنها: "الفرع من الخلاقيات المهنية الذي يتناول المشكلات المتعلقة بسلوك المندوبين الصحفيين والمحررين والمصورين والفوتوغرافيين والمنتجين وجميع المهنيين الذين يعملون في إنتاج الخبار وتوزيعها" مما سبق يمكن القول بأن أخلاقيات المهنة الإعلامية هي تلك المعايير والقيم السلوكية التي تنظم مهنة الإعلامي وتؤطرها من جميع الجوانب، والالتزام بها يعد من أهم متطلبات نجاح الفرد في هذه المهنة3 وتتلخص أهم أخلاقيات مهنة الاعلام كما يجمع عليها الإعلاميون في: 1. الصدق: قيمة أخلاقية تتعلق بتقديم الخبر كما هو عليه، 2. احترامالكرامةالإنسانية:الانسانكائنمقدس، وهومانصتعليهجميعالتعاليمالدينية أو الإنسانية. من هنا كان واجبا على الإعلامي ألا يتعرض إلى الخصوصيات التي تس يء إلى سمعة الانسان أو تحط من قدره حتى وإن كان ذلك يخدم الحقيقة. ومن هناقد نلاحظ نوعا من التعارض بين قيمة الصدق واحترام الكرامة الإنسانية. فإذا كان الإعلامي ملزما بتقديم الحقيقة فان ذلك يكون في إطار ما تسمح به هذه الكرامة. 3. المسؤولية:الإعلاميمسؤولعنمادتهالإعلامية، وهذهالمسؤوليةتفرضعليهأنيتوافقعملهورسالة الإعلام الخلاقية، فلا يجعل مهنته سبيلا لخدش قيم المجتمع أو إثارة البلبلة فيه أو نشر الغاليط والكاذيب. وهو بهذا المبدأ ينأى عن تلك 4. دائما على حساب الموضوعية. فالإعلامي الناجح يستعرض مختلف المواقف وفقا لقيمة الصدق في نقل الخبار، فالموضوعية رديفة الصدق في المادة الإعلامية، والإعلامي النزيه هو من يوفق بين خطه اليديولوجي واخلاقيات مهنته الاعلامية. 5. مصادراخلاقيات مهنة الاعلام: وهي بهذا التعريف أخذت طابعا عالميا يعود بالدرجة الولى إلى أصحاب المهنة في الالتزام به. ويعرف ميثاق الشرف الصحفي بأنه: "عبارة عن قواعد للسلوك المهني وآداب مهنة الصحافة والتي تهتم بتنظيم الصحفي والإعلامي بوجه عام، وغيرها. ومن أهم المبادرات الولى ولقد تم تعديله ومراجعته عام ، وعدم قبول أي شكل من أشكال الرشوة. _ أن يتجنب الصحفي كل نقد تافه وغير موضوعي في شؤون السياسة والإساءة إلى دول أخرى؛ وأن يحارب الفكرة القائلة بحتمية الحروب لحل النزاعات5. هذه الجهود المبذولة نحو ترسيم ميثاق شرف للمهنة الإعلامية يعود بالدرجة الولى إلى أهمية الاعلام كما أسلفنا تجاه المجتمع المحلي والعالمي، النزاعات والحروب. ما فهو مجرد ميثاق شرفي، هذه المواثيق يعود عادة إلى: 1. التبعية للمؤسسات المالية والاقتصادية: كون وسائل الاعلام بمختلف تفرعاتها تحتاج الامداد المالي، هي شركات تبلغ إيراداتها أحيانا كثيرة أكثر بكثير من ايرادات الدول، وذلك نظرا لاستثماراتها في كل انحاء العالم وفي جميع القطاعات فإنها لا تتواني من فرض سيطرتها الملية والاقتصادية على الدول الضعيفة وحتى لرسم سياسات الدول الكبرى. ولتحقيقذلكفإنهاتستعينبالوسائلالإعلاميةالكبرىوذاتالصيتالعالمي، 2. التبعيةالأيديولوجية: عادة ما تكون هذه التبعية تابعة للإعلام القومي أو الوطني، ونجد هذا النوع من الاعلام أكثر شيوعا في الدول ذات النظمة الديكتاتورية أو الشبه الدكتاتورية، خلاف الدول الديمقراطية التي تتميز بنوع من حرية الاعلام. مثال ذلك ما يجري اليوم في فلسطين بين العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين فنجد الإعلام المتحيز خاصة في الغرب للرواية الإسرائيلية على حساب الموضوعية والنزاهة في نقل الحداث، وهو إعلام مرتبط بدوره بالمؤسسات المالية والاقتصادية التي يمتلكها اللوبي الصهيوني عبر دول العالم الغربي. يعتبر هذا العامل، إضافة إلى ذلك فقد يتطرق هذا الفساد إلى المؤسسة الإعلامية ذاتها من حيث استغلال رجال العمال والنافذين سياسيا