من أجل هذا الهدف، وعلى هذا النحو، وليس هذا بالأمر الهيّن. بناء عليه شهداؤنا هم ضمن الأسمى. 24 ألف شهيد في طهران! لا شك أنّه أُقيمت ذكرى [لشهداء] محافظة طهران أيضاً في السنوات الماضية، 36 ألف شهيد من شهداء محافظة طهران وشهداء الأماكن الأخرى للبلاد. سواء أكانوا شهداء الحرب المفروضة، أم شهداء الدفاع عن الحرم، أم سائر الشهداء الذين ذكرناهم، جميعهم ضمن أرفع الشهداء. استطاعت دماء هؤلاء الشهداء أن تؤمّن ثبات هذه الثورة. دائماً قلتُ إنّ الشهداء قد حفظونا اليوم أيضاً في هذا السبيل. فما إن وَهُنَّا قليلاً، حتى أوقفنا مرة أخرى على أقدامنا اسم شهيدٍ، وحركة شهيدٍ، وقيام شهيدٍ، وشهادة شهيدٍ، بل أنعشنا. حينما يستشهد الشهيد سليماني، يُجدّد الشعب قُواه، ويُحيي الثورةَ كرّةً أخرى. بناء عليه العمل الذي أنجزتموه – إحياء ذكرى الشهداء – عمل عظيم، وهو مهم، وينبغي لمراسم إحياء الذكرى هذه أن تتمكّن من تمهيد الطريق الذي مضى فيه الشهداء، وأن تؤمّن هذا الطريق لشبابنا وللأجيال المتجدّدة التي تنزل إلى الميدان. لأذكر كلمة مختصرة عن القضيّة المهمة للغاية: قضية غزّة. يجتمع مسؤولو الدول الإسلاميّة أحياناً فيطلقون تصريحاً أو يُجرون مقابلة أحياناً فيقولون شيئاً ما دون أن يفعلوا ما ينبغي أن يُقْدموا عليه. هم يُعلنون ضرورة وقف إطلاق النار. حسناً، لكنّ وقف إطلاق النار ليس بأيديكم. إنه بيد ذاك الخبيث والعدوّ، وهو لا يُقدم عليه. تجلسون وتقرّون أمراً ليس بمتناول أيديكم! هناك أمورٌ متاحة لكم ولا تقرّونها. ما هي؟ قطع الشرايين الحيويّة المؤدّية إلى الكيان الصهيوني. هذا بمتناول أيديكم، وفي مقدوركم ألّا تساعدوا وألّا تساندوا بل أن تقطعوا العلاقات السياسيّة والاقتصاديّة. أنتم قادرون على فعل هذه الأمور. هذا سيؤدّي إلى إضعاف ذاك العدوّ وإخراجه من الميدان. هذا الإجراء بأيديكم، فلتقرّوه. فلتقرّوا هذا الأمر. لا يُقدمون على هذا الأمر، لكن في الوقت نفسه، ورغم هذا كلّه، فإن الأمر كما قال الله المتعالي: {إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} (النحل، 128). الله مع الناس المؤمنين، وكل من كان الله معه النّصرُ حليفه. طبعاً، هناك المصاعب أيضاً، فالمصاعب موجودة. حتى في ما يرتبط بالرسول (ص)، يقول الله المتعالي إنّ عاقبة أعدائك ستكون كذلك، سواء أأبقيناكَ حيّاً أم أخذناك من الدار الدنيا، وشرط ذلك ليس بقاء أمثالنا – أنا وأنتم – أحياء، فالنّصر حتمي. سوف يُشهدُ الله المتعالي – إن شاء الله – الأمّة الإسلاميّة قاطبة هذا النّصر في المستقبل غير البعيد، وسيبعث السرور في القلوب، وسيُفرح ويُسعد في مقدم هؤلاء جميعاً الشعب الفلسطيني وأهالي غزّة المظلومين، إن شاء الله. نأمل أن يستجيب الله المتعالي لهذا الدعاء، وأن يجعلنا في شهر رجب هذا المبارك، شهر الدعاء والاستغفار، مستعدّين أكثر ما أمكن لتجلّي الأنوار الإلهية في قلوبنا. والسّلام‌ عليكم‌ ورحمة اللّه ‌وبركاته.