خصائص الجريمة المنظمة وأركانها تمتد الجريمة المنظمة عبر الحدود الوطنية، المطلب الأول: خصائص الجريمة المنظمة فهي تقوم على تنظيم محكم وهيكلية واضحة، يُعتبر التنظيم السمة الأهم والأبرز للجريمة المنظمة ، التنظيم يؤدي إلى تشكيل نظام محدد بين أعضاء التنظيم الإجرامي، " زتعمل على الاتصال الوثيق بين مكوناتها وكل فرد داخل التنظيم من الأدنى إلى الأعلى يعرف دوره المنوط به ويقوم بالشكل المطلوب منه" حيث يتم تحديد آليات الانضمام إليه، هذا التنظيم يسهم في تحديد العلاقات الداخلية بين أعضاء التنظيم الإجرامي، وأيضًا تنظيم علاقتهم مع التنظيم ككل. يتكون التنظيم في الجريمة المنظمة عبر الوطنية من قسمين رئيسيين. القسم الأول يتعلق بالأعضاء، وهو ما يُعرف بالبناء التنظيمي الهرمي الذي يضمن استدامة التنظيم واستمراره، بينما يتعلق القسم الثاني بالنشاط الإجرامي الذي أُسس من أجله التنظيم، تتطلب الجريمة المنظمة عبر الوطنية وجود هيكل إجرامي متماسك يتولى قيادة الأعمال الإجرامية وتنفيذ الأنشطة المختلفة التي تتضمنها هذه الجرائم. يعمل على تقسيم الأدوار والمهام بين أعضاء التنظيم على أساس واضح من المسؤوليات والصلاحيات. معتمدة على التنظيم المحكم والدقيق، غالبًا ما يتمتع هذا الهيكل التنظيمي بإمكانيات مالية ضخمة وبنية تنظيمية قوية، وتجدر الإشارة إلى أن العديد من هذه التنظيمات تعتمد في عملها على التخطيط المدروس، حيث تتوزع المهام بين أعضاء التنظيم وفقًا لدور كل منهم في تحقيق أهداف الجريمة المنظمة. لقد وصلت الجماعات الإجرامية المنظمة في الوقت الحاضر إلى درجة من التعقيد والاحتراف بحيث أصبحت تعمل ككيانات مستقلة ذات كيان عابر للحدود، تتمتع هذه الكيانات بقدرة على التحكم وإدارة نفسها بشكل معقد، حيث يقوم الجهاز القيادي بالتنسيق بين مختلف الأدوار وتوزيع المهام بين أعضاء التنظيم. تتولى القيادة مهام التخطيط والإشراف على العمليات، بينما يقوم جهاز التنفيذ بتنفيذ المهام المطلوبة بدقة تامة دون الحاجة إلى التواصل المباشر بين القيادة والمنفذين. يخضع التنظيم الإجرامي لقواعد صارمة وأنظمة داخلية تفرض على أعضائه الامتثال التام والولاء المطلق، على الرغم من الطبيعة المعقدة لهذه الجماعات، بات التنظيم يعتمد على كفاءة الأفراد وليس فقط على موقعهم الاجتماعي أو خلفيتهم العائلية، يعتمد نشاط التنظيمات الإجرامية المنظمة عبر الوطنية بشكل كبير على التخطيط الدقيق والمتعدد المستويات. بل تقوم على العمل الجماعي المنظم، "ويعد التنظيم الدقيق من أهم خصاص الجريمة المنظمة فلا بد من وجود نظام بين آلية العمل في المنظمة الإجرامية". حيث يتم توزيع الأدوار بشكل دقيق بين الأفراد العاملين فيها. ويستند هذا التوزيع إلى دراسة مستفيضة للإمكانيات المتاحة لكل فرد ضمن التنظيم، ويهدف هذا التخطيط إلى الوصول بأسلوب العمل إلى أعلى مستويات الكفاءة والقدرات المتاحة، كما تعتمد هذه التنظيمات على التخطيط المسبق للعمليات الإجرامية العابرة للحدود،