وتلك الساعة كانت من أمتعالساعات عندي ، فقد كان لنا مشغل مجهز بأحدث أدوات النجارة ، وتجليد الكتب …ولكم كان يسعدني أن أنسى نفسي إذ أنكب بكل فكري وقلبي وعضلاتي على خشبات في يدي ، آنا بالمنشار وآونة بالقدوم أو بالإزميل ، فإذا بها تؤول بالتدريج منضدة أو إإيطار لمنظر ، وماكان أطيب العرق يتصبب من جبيني ! فأمسحه بمتديلي أو بيدي مثلما يفعل الفلاح في حقله والعامل في معمله! إنني أصنع من أشياء موجودة أشياء لم يكن لها وجود، فإذا جاءت كما أردتها ، أو القطن فيصنع منه عباءة أو قميصاً ، كم من طالب ما لمست يده المعول أو المنجل ،