اأخذتفكرةالدولةالعالميةوفكرةالدولةالقوميةمكاًنابارًزافيفل سفةال سيا سة، لمالكلمنهمامن قدرة على حل كثير من الم سكلات التي تعجز عن حلها فكرة«دولة المدينة» اأو فكرة «الدولة الوطنية» تارة، ولما لهما من قدرة على تحقيق حلم الوحدة ال ساملة للاإن سانية اأو للاأمة في مواجهة التجزئة والتفتت وال سراع تارة اأخرى. فاإذا كانت الدولة القومية تبدو ك سرورة تاريخية لتاأكيد ال سيادة والاإرادة العامة للاأمة فيمواجهةالا ستعماروالهيمنة، فاإنالدولةالعالمية، تبدوكاأملاإن سانيراودكثيًرامنالفلا سفة، تاأ سي سا علىوحدةالجن سالب سري، ورغبةفياإقامةحكومةعادلةلكلالاإن سانية. وتماأحياًناالانحرافبفكرة الدولةالعالميةل سالح سيادةقوميةوابتلاعهال سائرالقوميات، كماتمالانحرافاأحياًنابفكرةالدولة القومية القائمة على ال سيادة وحق تقرير الم سير ل سالح تاأكيد الدولة القومية تاأكي ًدا سوفين ًيا. دراسات 54 في هذا ال سياق المطروح في نطاق هذا البحث، لا سيما اأن ه ذا ال ب ح ث لا ي دور في فلك التاأثيروالتاأثر، وهوغيرمعنّيبهذهالق سية على الاإط لاق، واإنم ا هو معني ببيان جذور الا ستبداد التي ت سطر بعً ش الفلا سفة اإلى الوقوع في مفارقات واأحيانا تناق سات، كانوا في غنى عنها لو ساروا مع عقلانيتهم المنطقية إالى النهاية، وتحرروا من سطوة القيم والنظم ال سيا سية الحاكمة المعا سرة لهم. اإن النزعة العالمية كدعوة للم شاواة ووحدة الاإن شانية في القيمة، هي مبداأ عقلاني م شروع وي شوغ نف شه بنف شه العالمية. القومية. في تاريخ الاأفكار: اإن ال ن زع ة العالمية ك دع وة للم ساواة ووحدةالاإن سانيةفيالقيمة، هيمبداأعقلاني م سروع وي سوغ نف سه بنف سه. واإل ى هذه النزعة دعت اأدي ان وفل سفات متعددة على الاأقل على الم ستوى النظري. ولم تظهر الدعوة اإلى العالمية فيع سرالفل سفةاليونانيةحتىاأر سطو، لاأنها لا تزال ت سير في فلك النزعة العرقية المتع سبة، لكن في الع سر الهيلين ستي(من سنة 323 ق. م حتى سقوط الاإ سكندرية على اأيدي الرومان في 30 ق. م) دع ت الرواقيون اإلى المواطنة العالمية، ونظروا اإلى «الكون كله على اأنه وحدة واحدة ي سودها العقل، وما الاعتقاد الرواقي في «ال ع الم- ال دول ة» اأو «ال دول ة- العالم» اإلا المظهر ال سيا سي لهذه النظرة الفل سفية في الكون». وعند الرواقية «اأن الكون باأ سره جوهر واحد، طبيعة واحدة». والكون كله مجتمع كوني واحد، ودولةواحدة». فيرىزينون«اأنالب سر لايجوزلهماأنيتفرقوااإلىمدنو سعوب، لكل منهاقوانينهالخا سة. فالب سرجميًعااأبناء وطن واح د، اإذ حياتهم واح دة والكون الذي يحيون فيه واح د، مثلهم مثل قطيع الاأغنام ال ذي يوحده انقياده لقانون واح د». وتوازي الروؤية ال سيا سية التي عمل الاإ سكندر المقدوني علىتطبيقهافعلًيافيالعالمالروؤيةالفل سفية للرواقية. وفي الفل سفة الاإ سلامية، ظهرت فكرة العالمية عند اإخ وان ال سفا، ولكن في سكل ثقافي ديني، فهم يتحدثون عن وحدة الاأديان والفل سفات والثقافات، غير اأنهم على الم ستوى ال سيا سي لا يزالون اأ سرى لمفهوم الاأمة بزعامة بينهما، ولا تنكر اأن تلك الفروق لا تنبع فقط من قدر التعار ش بين فيل سوف يقول بالدولة العالمية وفيل سوف يقولبالدولةالقومية، واإنماتنبع، اأيً سا، مناختلاف الظرف الح ساري والتاريخي ال ذي عا ش فيه كل منهما. لكن ثمة مفارقة حقيقية تتمثل في اأنه رغم هذا التعار ش بين الطرفين، وبين الدولة القومية والدولة العالمية، ف اإن بع ش المقاربات تفر ش نف سها، لكنها لي ست مقاربات حرفية متطابقة كل التطابق، واإنما ن سبية، حيث تتقاطع الفكرة عند اأحدهما مع الفكرة عند الاآخر في جانب، ثم ربما تخالفها في جانب اآخر، اأو ت سير اأبعد منها، ربما ب سبب اختلاف المنهج، وربما ب سبب المق سد الاأي دي ول وج ي، وربم ا ب سبب تفاوت الظرف التاريخي والثقافي. وتكمنالمقاربةالاأ سا سية، وهياأيً ساالمفارقة الاأ سا سية، رغم كل الفروق بين الفارابي وهيجل، في اأن التاأ سي ش الميتافيزيقي لفكرة الدولة العالمية يكاد يكون هو نف سه التاأ سي ش الميتافيزيقي لفكرة الدولة القومية! فكيف تكون فكرتان سيا سيتان مختلفتين:الدولة العالمية والدولة القومية،