في تشرين الثاني / نوفمبر 1968، بعث القنصل العام الأمريكي في الظهران بالمملكة العربية السعودية لي دينزمور تقريراً سرياً إلى واشنطن عن أول لقاء جمعه بالحاكم الشاب الجديد لإمارة أبوظبي سمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. عبر دينزمور عن إعجابه الشديد بذكاء الشيخ زايد المتقد، وأسلوبه المشوق في الحديث وحصافته السياسية الواضحة. وأشار في تقريره إلى أن زايد يعتبر بكل موضوعية رجلاً ذا قوة يحسب لها ألف حساب، يفضل ذكائه وثرائه، ورغبته في تسخير هذه الثروة لخدمة مواطنيه. وأكد دينزمور أن الشيخ زايد رجل مفعم بالحيوية، قادر على اجتذاب مستمعيه بحديثه المشوق الذي يستخدم فيه إيماءاته وتعبيرات وجهه ببراعة، ويورد دائماً قصصاً ومواقف حدثت بالفعل ليشرح فكرته ويؤيدها. غير أن القنصل العام أكد في برقيته الموجزة على جانب معين أكثر من غيره في شخصية الشيخ زايد، حين قال في مطلع تقريره إن هذا الرجل يعيش الحياة البسيطة لشيخ من شيوخ الصحراء. وأكد آخرون ممن يثق بصواب رأيهم للقنصل ديتزمور أن «زايد عربي من الصحراء يتصف بالكفاءة والقوة والصراحة». بالنسبة إلى القنصل ديتزمور ورؤسائه في وزارة الخارجية الأمريكية فإن وجود شيخ من عرب الصحراء، يعيش حياته - مثلما يفعل الشيخ زايد - بين أفراد شعبه يقاسمهم الظروف الصعبة السائدة في الصحراء العربية، إنما يعني أنه اكتب بمرور الوقت شخصية من نوع فريد جديرة بالاحترام، وذات قوة يشار إليها. وكانت عبارة «عربي من الصحراء» تجسيداً يختزل كل تلك الصفات.