الذي يتلقى أحمد العلاج حاليا في مستشفى "شهداء الأقصى" في دير البلح وسط القطاع، لم يدرك بعد أن والديه وشقيقه وآخرين من أقربائه قُتلوا في قصف إسرائيلي استهدف منزل العائلة في بلدة بيت حانون أقصى شمال قطاع غزة في اليوم الأول للحرب. "تعرّض أحمد لقصف فقد على إثره جميع أفراد أسرته المكوّنة من 5 أشخاص، حيث استشهد والده ووالدته وشقيقه وآخرون من العائلة، فيما نجا هو وشقيقه الأصغر وعمره عامان". فذهبنا إلى هناك وأخذناه، وتوجّهنا به بعد تعافيه إلى مدينة الشيخ رضوان شمال القطاع". وأكمل: "بسبب خوفنا على الأطفال والموجودين نزحنا إلى مدينة النصيرات جنوب قطاع غزة، وهناك تعرض أحمد لقصف للمرة الثالثة، وفيما يكرر خال الطفل المكلوم بعدد كبير من الشهداء في العائلة، أن أحمد طفل بريء لا ذنب له بكل الأحداث الجارية، يقول إنه "لم يسلم رغم توجّهنا إلى الجنوب الذي قالوا لنا إنه آمن". يضيف إبراهيم: "استهدفوا أحمد في المكان الذي أعلنت عنه إسرائيل آمنا جنوب وادي غزة في النصيرات عند باب مدرسة تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، ويبيّن أن القصف الإسرائيلي استهدف المدرسة التي تعرّف نفسها على أنها "مركز إيواء، ومن يدخلها يكون بأمان". آلام أحمد أكبر من محاولات الأطباء اليائسة لتهدئتها بمحاليل مؤقتة والتي إن نجحت في إخماد وجع جروحه قليلا، فهي لن تفيد في أن تنسيه ما عاشه وينتظره من عذابات في حياة محكومة باليُتم والإعاقة المكتسبة بفعل القصف الإسرائيلي. وأمام الحالة الصحية الصعبة التي وصلها أحمد، ناشد الخال الدول لمساعدة الطفل في رحلة علاجه بعد خسارته الكبيرة، كما شدد على ضرورة تأمين "دعم نفسي" للطفل ليواجه واقعه الجديد في ظل ما عاشه من ويلات قصف همجي لا يفرق بين طفل وحجر. يقول الخال: "أحمد في طبيعته ذكي ونشيط، لكن بعد الأحداث التي عاشها تحوّل إلى إنسان آخر نفسيته مدمرة، لا يهدأ بسبب الوجع والصدمة النفسية معًا". يواصل الجيش الإسرائيلي مطالبة سكان شمال القطاع بالنزوح باتجاه الجنوب،