نشأت نظرية التعبير كرد فعل على هيمنة نظرية المحاكاة، مُزامنةً مع تحولات اجتماعية وسياسية وثقافية جذرية في القرن الثامن عشر، مثل الثورة البرجوازية، والنهضة الصناعية، والتحول من الريف إلى المدن، وظهور فلسفات جديدة تُركز على الفرد. أدت شيوع أفكار الديمقراطية، والحرية، والمساواة، وتطور التعليم والصحافة، إلى وعي الأفراد بحقوقهم، واهتمامهم بالبعد الشعوري والعاطفي، مما أدى إلى تمرد الأدباء على قواعد الفن الكلاسيكي. يُعتبر التمركز حول الفرد أساس هذه المتغيرات، حيث بنيت الحياة الجديدة على المفاهيم الفردية بدلاً من النظام الإقطاعي. استندت النظرية إلى المثالية الذاتية، التي تؤمن بالديناميكية والاختلاف، مُعتبرةً أن الوعي الإنساني هو الأساس، وأن العالم الموضوعي يُكتسب شرعيته من خلال فهم الذات له، والذي يختلف من شخص لآخر. لذا، تُقدم هذه النظرية عالم الشعور والوجدان على العقل، مُعتبرةً الفن تعبيراً عن الصورة الخاصة للعالم التي خلقتها الذات المبدعة. كان "كانط" و"هيجل" من أبرز الفلاسفة الذين وضعوا الأسس الفلسفية للنظرية، حيث أكد "كانط" على الشعور كطريق للمعرفة، ورأى "هيجل" أن الفن إدراك خاص للحقيقة بالخيال، مُعارضين بذلك فكرة أن العقل هو طريق المعرفة الوحيد.