مقدّمة من يسوع نفسه بأنّه المسيح. هناك كشف آخر أيضًا، لقد كُتب عن لقاء يسوع بالسامريّة وذلك على أصعدة متعدّدة: روحيّة ولاهوتيّة وكرستولوجيهة وتربويّة ورساليّة وأنثروبولوحيّة. نتوقّف في هذه المحاضرة على ثلاث قراءات مختلفة للفصل الرابع من إنجيل يوحنّا: مقاربة بلاغيّة، لن ندخل في تفاصيلها المتشعّبة ولكننّا سنعرض بعضًا من النتائج التي يُمكن استخلاصها من كلّ قراءة. أ- إطار النصّ يدخل الفصل الرابع من إنجيل يوحنّا ضمن قسم كبير يشمل الفصول 2 و3 و4. بيت أبيه، التي يتساوى فيها الكتاب- أي كلام الله- وكلام يسوع (2: 22). والمرأة من سيخار تمثّل الخطّ اليهوديّ المنشقّ، وعامل الملك من قانا الجليل يمثّل العالم الوثنيّ إذ هو وثنيّ على الأرجح. هناك خطّ يربط اللقاءات الثلاثة وهو خطّ الإيمان وكيفيّة اكتسابه. نيقوديموس يرى في يسوع معلّمًا من عند الله لأنّه رأى الآيات التي صنعها (3: 2). المرأة السامريّة والسامريّون عامة رأوا في يسوع مخلّص العالم لأنهم سمعوا كلمته (4: 42). أما عامل الملك الذي واجهه يسوع بهذا التجاذب بين الايمان ورؤية الأعمال (4: 48)، فسيؤمن بالكلمة التي قالها يسوع (4: 50). وستقوده رؤية الآية إلى الايمان هو وأهل بيته (4: 53).