16حياة العرب العقلية مظاهر الحياة العقلية في الجاهلية هي اللغة والشعر والأمثال والقصص. أما العلم والفلسفة فلا أثر لهما عندهم، نعم، كانت عندهم معرفة بالأنساب ومعرفة بالأنواء والسماء، ومعرفة بشيء من الأخبار ومعرفة بشيء من الطب، ولكن من الخطا البين أن تسمى هذه الأشياء علما ، لا يصح أن تسمى علما و لا شبه علم. أما القواعد والبحث المنظم الذي يسمى علما ، فلا عهد للعرب الجاهليين به. وكذلك لا أثر للمذاهب الفكرية عندهم؛ وإن كل ما كان في هذا المجال لا يتعدى مجرد خطرات و نظرات على مثل ما نقرأ في بعض قصائد طرفة بن العبد وزهير بن أبي سلمى. حياتهم الدينية تعددت الأديان بين العرب، وكان منهم من عبد الشمس، كما حدث في بعض جهات اليمن، ومن عبد القمر كما في كنانة ، وقد انتشرت اليهودية في يثرب ( المدينة ) و في اليمن، وهناك طائفة قليلة من العرب لم تؤمن بالأصنام ولا باليهودية ولا النصرانية واتجهت إلى عبادة الله وحده، وهؤلاء يسمون بالحنفاء ».