العولمة معطيات وحقائق سياسية. تحرك خيوطها في مجالات عديدة أيادي خفية يتجاوز نفوذها نفوذ الدولي والمنظمات الدولية الرسمية ) وكي ندرك ما ستفاجئنا به العولمة غداً فلا مناص من الوقوف قليلاً عند للمفهوم، كما ينظر له المبشرون به في عقر داره معتبرينه حتمية تاريخية ولكن أحدث الدراسات تثبت أنه من صنع قوى عالمية ذات نظرة مستقبلية عرفت كيف تستغل ظروفاً دولية معينة لتفرض نظرتها إلى مستقبل "معولم". ومن يتأخر عن الولوج إلى بوابته الكبرى المحكمة الحراسة من طرف سلطة كونية جديدة تملي شروطها على جميع الأصقاع عبر قنوات المؤسسات المالية والاقتصادية الدولية يهمش، إن عدم قدرة البشر اليوم على التحكم في القرارات والمعلومات بعد أن تنساب في شبكات الاتصال الإلكترونية جعل الظاهرة تبدو فيما تفرزه يومياً من نتائج إيجابية وسلبية، وهي خطوة نوعية جديدة في تقدم المجتمع البشري رغم جوانبها السلبية التي تبدو في ثنايا هذا الكتاب الذي أضعه أمام القارئ العربي حتى لا تبقى الأمور معلقة في الهواء. فإلى جانب دينامية الانصهار والتكامل والاتحاد وسقوط الجدران والهيار الحدود قربت المسافات والتحمت الشعوب على اختلاف ألوانها ولغاتها وثقافاتها وساعدت وسائل الاتصال الحديثة على التعريف بحضارة أمم كانت مجهولة، ومع تصاعد قوى اليمين المتطرف في المجتمعات الغربية ومع انتشار العنف والإرهاب الدولي وعصابات المافيا العابرة للحدود والقارات، آن التي تحتل بمفردها المرتبة السابعة في قائمة القوى الاقتصادية العالمية – بلغ الإنفاق اى ای على السجون ما يساوي المجموع الكلي لميزانية التعليم وهناك ٢٨ مليون لله مواطن أمريكي، ومن هنا فليس بالأمر الغريب أن ينفق المواطنون الأمريكيون على حراسهم للمسلحين ضعف ما تنفق الدولة على الشرطة". (0) إن هذه البوادر قد جعلت بعض الدارسين يتوقعون عودة الصراعات السياسية والاجتماعية التي عرفتها أوروبا في العشرينات، فقد نسف الوضع الاقتصادي المتأزم وتدهور المستوى المعيشي للطبقة الوسطى، ن يُعدُّ هذا أزالت الحدود وطوت المسافات ونشرت عبر وسائل الاتصال قيماً إنسانية جديدة مثل التسامح والذود عن حقوق الإنسان أينما كان والاعتراف بهوية الآخر وثقافته من جهة، وتذكر بشعوب أهل الجنوب الذين لا يمكن أن ينصهروا البتة في مجتمعات أهل الشمال حسب أيديولوجية "التفوق العرفي" التي تتبناها قوى اليمين المتطرف واضعة أفكار ادولف هتلر وبنيتو موسوليني فوق أي اعتبار. باحثاً عن كبشر فداء يحمله نتائج يضمور الطبقة الوسطى إما داخل الحدود بتوجيه أصابع الاتهام إلى الجاليات الأجنبية المنحدرة من أصول أسيوية وإفريقية، حيث يصبون جام حقدهم الأسود على المسلمين والعرب الذين يعملون في البلدان الأوروبية الأوضاع المعولمة إلى عداء نحو الآخر" والمطالبة بعزله وإبقائه بعيداً. وأود الإشارة في هذا الصدد إلى أن هذه الدراسات الجديدة عن صورة الإسلام في الغرب اليوم قد أكدت أن الصورة متأثرة إلى حد بعيد بصورة الإسلام لدى المسيحيين في العصر الوسيط وبعقلية الحروب الصليبية، ولعصر الصورة الخارقة الجدران والعابرة الحدود مع التنظير لضرورة استعداد الغرب لنوع جديد من الصراع ضده الإسلام وأهله خاصة وأن العدو السابق المعسكر الشيوعي" الهار تماما في عام ١٩٩٠ بعد عملية "الغلاسنوست" التي قام بها غورباتشوف في روسيا. الحضارات" في عام ۱۹۹۳ حيث تنبأ بأن القرن الحادي والعشرين سيشهد صراعاً مريراً بين الغرب والإسلام للسيادة على الكرة الأرضية. وضغط باتجاه عقد اتفاقيات "سلام" انتهت بشعار "لا" غالب ولا مغلوب" وخرج المسلمون من هذه الملاحم بلا نتيجة . (1) وشاهدنا حلف الأطلس يشن الحرب الإجرامية ضد دولة أفغانستان الإسلامية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بحجة تعاظم "الإرهاب الإسلامي"، فهذه الحرب الظالمة جاءت بمثابة تجسيد لمبدأ العولمة الذي يمنع شعوب العالم من الخروج على الطاعة "للأونكل سام". ولتسمح له بوضع استراتيجية تهدف أساساً إلى مواجهة خطرين: الخطر القادم من بلدان شرق أوروبا، واشتعلت فيها نيران القوميات الشوفينية والحروب الاثنية والخطر القادم من الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وفي وضع اقتصادي متأزم قد يفجر هزات اجتماعية مفاجئة وتلمحه بالخصوص فيما يسمى "ظاهرة الإسلام السياسي المتطرف". "الحركات الأصولية المتطرفة في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط" في هذا السياق كتب الخبير الأمريكي في شؤون العالم الثالث روبرت كابلان (R. Kaplan) يقول: " وبما أن %٩٥% من الزيادة السكانية تتركز في أفقر مناطق المعمورة، وحول من سيحارب من؟ فمن بين الاثنتين والعشرين دولة عربية ينخفض الناتج القومي في سبع عشرة دولة منها، وهذا في وقت يتوقع فيه المرء أن يتضاعف حجم السكان في بعض هذه الدول في العشرين سنة القادمة. في هذا الجزء من العالم سيكون الإسلام بسبب تأييده المطلق للمقهورين والمظلومين أكثر جاذبية، فهذا الدين المطرد الانتشار على المستوى العالمي هو الديانة الوحيدة المستعدة للمنازلة والنضال". فالواضح أن أي تهديد لمصالح الولايات المتحدة تجيب عليه الحكومة الأمريكية بإطلاق الصواريخ وإطلاق كلاب الحرب من عقالها. فمن يحاول حماية ثروته القومية يعاقب بقسوة حتى يرتدع ليس صحيحاً إذن أن العولمة في حقيقتها تقوم على كون الرأسمال لا وطن له". ولكنه في جميع الأحوال محدود بحدود المصالح القومية حتى لو كان الأمر يتعلق بـ "الشركات متعددة الجنسية". ذلك لأن هذه الشركات إذا كانت تنتشر في العالم على صعيد التسويق والإنتاج فهي تحتفظ بالوطن" الأصل كمركز للقرار، أما في الولايات المتحدة الأمريكية فالبحث عن الهوية والعمل على صورة تأسيس الهوية وطلب الخصوصية من طرف دعاة العولمة أنفسهم. بل أيضا على : المالية التي تفرض نفسها هنا هي التالية: إن التعارض بين العولمة ومسالة العامرة يعيشها الغرب نفسه، وبين بقية العالم / "الجنوب" بوصفه المدافع عن ن الهوية والخصوصية والخصوصية ضد ضـ العولمة واجتياحاتها. ا للعولمة تجليات ة اقتصادية وسياسية وثقافية واتصالية و التحليات ا الاتحادية تظهر الاسلامي نمو وتعمق الاعتماد العادل بين الدول والاقتصادات الترابية وفي الوحدة الأسواق المالية وفي تعمق المبادلات التجارية، والتي اتخذت مساراً أكثر وضوحاً وتميزاً مع الميار نظام الحكم الاستعماري والبدء بممارسة أشكال جديدة للهيمنة والاستغلال الرأسماليين على اقتصاديات وشعوب بلدان القارات الثلاث، ثم تسارعت هذه العملية في أعقاب الهيار بلدان "المنظومة الاشتراكية" وتفكك الاتحاد السوفياتي وغياب مجلس التعاضييم الاقتصادي. مستوى تطور القوى المنتجة في الجزء الأكبي تقدم من العالم الرأسمالي وبتعاظم الطابع الاجتماعي للقوى المنتجة. ن التطور والمنافسة بتطوير القوى التناغم الننى للمطلوب بينها وبين علاقات الإنتاج الرأسمالية. المنتجة وتغيير بنية الإنتاج والخدمات وإنتاجية العمل وعلى استخدامها الواسع للمنجزات الحديثة في جميع مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية والفكرية والثقافية والسياسية والإعلامية والبيئية