ويقارن الكاتب فيه بين معالم النظام العالمي في عهد الحرب الباردة . وفي عهد ما بعد الحرب الباردة. والفرص والمخاطر التي من الممكن ان تترتب على هذا مع التأكيد على محورية الدور الامريكي الى حد الزعم بأن مستقبل ظاهرة العولمة سيتوقف على نوعية المجتمع الأمريكي الذي يقودها في الحاضر والمستقبل . ويرى فريدمان ان العولمة ليست مجرد ظاهرة عارضة أو اتجاه عابر بل هي النظام الدولي الذي حل محل نظام الحرب الباردة . وتعنى العولمة ببساطة دمج رأس المال والتكنولوجيا والمعلومات عبر الحدود القومية على نحو يفضي الى ايجاد سوق عالمي وقرية عالمية ، وتفهم هذا النظام من الأهمية بمكان لما له من تأثير على السياسات الداخلية والعلاقات الدولية لكل البلدان في عالم اليوم . ويلقى فريدمان الضوء في هذا الصراع بين نظام العولمة والقوى القديمة الثقافية والجغرافية والمجتمعية والتقاليد والاعراف والآثار العكسية للعولمة على بعض القطاعات ومتطلبات الحفاظ على توازن نظام العولمة . فالعنوان الأساسي يبدو للوهلة الأولى منقطع الصلة عن موضوع العولمة . ويتضح من الكيفية التي نحت المؤلف بها هذا العنوان أن منظوره في تحليل ظاهرة العولمة ينطلق من خبرته العملية التي اتاحت له الانفتاح في أن واحد على أسمى مظاهر التقدم التقني في العالم الغربي عامة وفي اليابان بوجه خاص. حيث رمز للأولى بمصنع ليكسس الياباني وللثاني بشجرة الزيتون، وبالتالي فان الشئون العالمية يمكن تفسيرها الآن على انها تفاعل بين ما هو جديد مثل الانترنت وما هو قديم مثل اشجار الزيتون العتيقة على ضفاف نهر الأردن ، ونشاهد المؤلف نفسه في جولة بمصنع السيارة الليكسس الفاخرة باليابان مشدوهاً بالدقة البالغة التى يؤدى بها الإنسان الآلي والآدميين جنبا الى جنب أعمالهم به. ويشرع في تصفح جريدة انترناشيونال هيرالد تريبيون حيث يطالع نبأ ادلاء المتحدث باسم الخارجية الامريكية بتصريح يتعلق بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى اسرائيل في ضوء قرار صادر عن الأمم المتحدة عام ١٩٤٨ . وكيف أثار هذا التصريح حفيظة كل العرب والاسرائيليين واثار جدلاً صاخباً بالشرق الاوسط . اليابانيون اذن يصنعون افخم سيارة فى العالم مستخدمين الانسان الآلى . ان السيارة الليكسس وشجرة الزيتون رمزان لحقبة ما بعد الحرب الباردة الراهنة : نصف العالم يخرج من الحرب الباردة عازماً على ما يبدو على صنع " ليكسس أفضل " مكرساً نفسه للتحديث والخصخصة الاقتصاد من أجل الازدهار في ظل نظام العولمة . ومعضلة نظام العولمة بالتالى ليست استبدال احداهما بالأخرى ، بل كيفية تحقيق التوازن بينهما. في هذا العالم وانتمائنا الى اسرة او قبيلة أو أمة أو دين أو وطن .