كان عصر المماليك من أزهى العصور علمياً وثقافياً، وخصوصًا القرن الثامن الهجري. وقد شهد هذا الوقت وجود العديد من العلماء الذين تركوا تراثاً كبيراً للأجيال القادمة في جميع مجالات المعرفة، وخصوصًا في مصر التي أصبحت مركزًا للنشاط العلمي. بعد أن أصيب المسلمين بالعديد من الكوارث في القرن السابع الهجري، أصبحت مصر ملاذًا للنشاط الفكري والثقافي والفني. كما ساهم إحياء الخلافة العباسية في مصر من خلال المماليك في جعل القاهرة مركزًا للنشاط العلمي والديني في العالم الإسلامي. كان المماليك يشجعون العلم ويرحبون بالعلماء، لذلك كثروا من بناء المدارس والجوامع. تميز هذا العصر أيضًا بكثرة المدارس التي أنشأها الملوك والسلاطين، وكانت تحتوي كل مدرسة على مكتبة تضم مختلف الكتب في جميع المجالات. تم تقديم التعليم للطلبة مجانًا، إضافة إلى توفير السكن والملبس والمقررات النقدية والعينية لهم شهرياً. كانت هذه الأشياء تختلف من طالب لآخر، ولم تكن المدرسة مستقلة بذاتها، بل كانت جزءًا من الرقبة التي بناها السلطان ليكون قبره فيها.