تمتد شبه الجزيرة العربية على أكثر من ثلاثة ملايين كيلومتر مربع، حيث هاجر الناس إلى أطرافها بحثًا عن المياه العذبة التي كانت متاحة بشكل رئيسي في مدينة العين. إلا أن فهمها ليس بالأمر السهل. منذ تلك اللحظة بدأت قبائل شبه الجزيرة العربية عملية التغيير الذاتي لتتحول في نهاية المطاف إلى دول قومية في القرن العشرين. ففي حين يستقر بعض القبائل نوعاً ما في مكان معين، فإننا نستعملهما هنا بمعناهما العام؛ وليس هناك من حاجة إلى صلة معينة بأسلاف سابقين . فماذا تتيح منظومة القيم القبلية للحكام أن يفعلوا ؟ وإلى أي درجة يتطلب السلوك المشرف دعماً من حليف؟ وما كلفة ذلك الدعم ؟ ومتى يمكن لحاكم ما أن ينهي نزاعاً ما بشكل مشرف من أجل أن يعم السلام الجميع من الناحية العملية؟ وفي حين أن فكرة الشرف هي من صميم المبادئ الاجتماعية عند العرب. علاوة على ذلك كان هناك اتفاق عام داخل تحالف بني ياس على تولي أسرة آل نهيان زعامة هذا التجمع منذ القرن الثامن عشر، لقد أسسوا بنيتهم الاجتماعية والسياسية على تنوع الأنشطة والتعاون فيما بينهم. وتنطوي كل النظم القبلية العربية أساساً على قابلية للانقسام . الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان نجح في تشكيل العلاقات القبلية بفضل مهاراته ومواهبه المكتسبة من سياق اجتماعي معين. كان يدرك أهمية المعاملة الملائمة للناس،