وقد تمكن عماد الدين زنكي وهو في طريقه إلى حلب من الاستيلاء على منبح وبزاغة، فأرسل السلطان إليه تفويضاً في حكم الموصل والجزيرة، والشام، فدفعه هذا إلى المزيد من النجاح وضم كثيراً من الإمارات والمدن والقلاع فيما بين سنتي ٥٢٣ ، ٥٣٤ هـ. ففي سنة ٥٢٣ هـ / ١١٢٩ م تملك مدينة حماه، وبعد عام واحد تجمع الأراتقة والتركمان في نحو عشرين ألف مقاتل، ودارت بينهم وبين عماد الدين زنكي - وكان عدد حنوده لا يزيد عن أربعة آلاف - معركة حامية بالقرب من دارا، ولكن القتال انتهى بهزيمة الأراتقة. ثم عقد الصلح بين الفريقين، فانتهز عماد الدين زنكي الفرصة وحاصر سرجة وملكها، ثم توجه إلى دارا وتملكها كذلك.