أن يبين لنا أن الفلسفة السياسية لا تخرج عن أحد المذهبين في نهاية المطاف: مذهب التغيير ومذهب التبرير " وشتان بين الأمرين: فالسياسة الشرعية مصطلح تاريخي، بعد اليأس من تأسيس السلطة على أسس شرعية. لا بتكييف المبدأ مع الواقع. حين ض وا بالشرعية السياسية أملا في الوحدة السياسية، مؤداه أن الاهتمام بالوحدة في حد ذاته ليس كافيا لتحقيقها واستمرارها، بالقدر نفسه الذي نهتم بالفكرة نفسها. وعبد الرحمن بن أبي بكر، وعندها تتحول الخلافة إلى ملك، فلتبق للوحدة شرعيتها الجماهيرية لكي تبقى هي الوحدة فبعد تضحية المسلمين بالشرعية السياسية لمصلحة الوحدة الفعلية بعد الفتنة الكبرى، ضحوا بالوحدة الفعلية لمصلحة الوحدة الصورية بعد ضعف الدولة العباسية،