كل من استمع إلى الأخبار في الإذاعة أو اطلع عليها في الصحف، واستخفافهم بجميع القيم الأخلاقية والآداب المرعية، واجبا وطنيا علي وعلى جميع المربين والمفكرين أمثالي أن نبحث في علاج هذه الحال المؤلمة، لن ننهض بمستوى تعليمنا ولن تتمكن أمتنا من وضع قدم راسخة في سبيل التقدم ومسايرة الأمم الأخرى. إن هذا الواجب يقضي علينا أن نذكر كل مسؤول بما نحسه من عقبات في طريق نهضتنا، نداري ولا نماري لنأخذ الأمر بما يستحقه من جد، منها أنها ستفلت بذلك من الصياد. لقد كانت حال مدارسنا في السابق تملأ نفوس طلابها احتراما لها، ولكن تلك النفوس الفتية كانت كذلك تمتلئ رعبا من النظار والأساتذة، والاحترام كانا أساسين تقوم عليهما الحياة المدرسية كما هي حال المدارس في الدول المتقدمة اليوم، فكيف نغفل طوال هذه السنين عن السمات التي تمتاز بها المدارس في الدول المتقدمة، وبينة في روحها التي تشيع المحبة والتعاون بين أساتذتها وطلابها، الخطة المثلى للعودة بمدارسنا الأخرى إلى جدها ووقارها.