مظاهر التجديد في بنية القصيدة رفض أبو نوّاس اتّباع النمط الشعري القديم في أغلب قصائده، والذي كان يبدأ بالوقوف على الديار، ودعا إلى اتّباع نمط شعري جديد تميّز بالوحدة الفنية، حيث تقوم بنية القصيدة في نمط أبي نوّاس على مجموعة من العناصر أهمّها وحدة الموضوع، ١] كان للشعراء العباسيين ومنهم أبو نواس شخصيتان مختلفتان فنياً يظهر كلّ منها تِبعاً للموقف؛ ولكنّه لم يُخالفهم أو يبتعد عن أسلوبهم، وإنّما أراد أن يظهر للناس بأسلوب مُتفرّد عن غيره، أيّ بأسلوب أعمق وأكثر واقعية. ١][٢] مظاهر التجديد في الأغراض والموضوعات الشعرية تتعدّد الأغراض الشعرية لأبي نواس وهي في اتجاهين كالآتي:[١] الاتجاه الأوّل: يضمّ شعر أبي نواس المديح، الاتجاه الثاني: يتمثّل في قصائد أبي نوّاس حول الهجاء، إذ ابتعد فيها تماماً عن أنماط الشعر القديم وأساليبه، تتمثّل مظاهر التجديد في شعر أبي نواس في كلّ غرض من الأغراض الشعرية كما يأتي:[١] الخمرة: تفرّد أبو نواس عن غيره من الشعراء في قصائد الخمريات، فقد كانت غرضاً مُستقلاً بذاته، ٢] إذ استطاع في قصائده ذِكر كافّة الجوانب التي تخصّ الخمر، ٣] ويظهر التجديد في شعر أبي نوس حول الخمر باتجاهين مختلفين، حيث اتّبع في الاتجاه الأول الأسلوب القديم الذي يُحاكي أجداده، بأسلوب أكثر واقعية،