تتفق الدراسات والأبحاث السوسيولوجية والنفسية على فاعلية وسائل الاتصال الجديدة، وخطورة دورها الحيوي في حياة الفرد والمجتمع، فهي لا تكتفي بصناعة الرأي العام وتوجيهه، وينظر كثيرون إلى وسائط التواصل الاجتماعية على أنها تحولت إلى ملاذات يحتمي بها الشباب، ليست سوى أدوات لتسويق السلع وترويج البضائع طلبًا للربح الفاحش وخدمة لاقتصاد رأسمالي غايته القصوى المادة، ويعد عالم الاجتماع الفرنسي الشهير بورديو، من أوائل من تحدثوا في عام ۱۹۸۳ عن ضرورة إرساء ثقافة المشاركة، تلاه عالم الاجتماع الأمريكي جيمس كوليمان في عام ١٩٨٨، ومن ثم استخدم البنك الدولي هذا المصطلح في عام ١٩٩٧ ليحدد درجة اتصالنا بالآخرين. فأخطر ما يواجه البشر في عصرنا الحالي هو العزلة الاجتماعية التي صارت وباء متناميا، وتشير الأبحاث إلى أن الانفصال الاجتماعي يسبب اضطراب النوم، وخللا في جهاز المناعة، إضافة إلى ارتفاع مستويات هرمونات التوتر. لقد أدت ثورة الإنترنت والانتشار الواسع للتكنولوجيا الرقمية بمصادر لا حصر لها لإلهاء الإنسان والاستحواذ عليه من رسائل نصية، بل نشأت مشكلة وجودية تتمثل في تآكل القدرة البشرية على الانتباه، نتيجة الآثار الناتجة عن التدفقات الرقمية الهائلة من المعلومات التي تتسرب إلينا باستمرار، كيف تغير الإنترنت الطريقة التي نقرأ ونفكر ونتذكر بها؟ » الصادر عام ٢٠١٠ م إن الإنترنت تستحوذ على اهتمامنا لتبعثره ووفقا لعالم الأعصاب الأمريكي دانييل ليفتيين، فإن الملهيات في العالم الحديث يمكن أن تخرب أدمغتنا فعلا. إن البشر مخلوقات اجتماعية تزدهر وتتطور من خلال التفاعل الاجتماعي فيما بينها، فتلاحظ أنه حتى أولئك الذين قالوا إنهم لم يكونوا على استعداد للقيام بهذا التفاعل أكدوا أنهم شعروا بسعادة أكبر عندما تواصلوا مع جيرانهم. ويؤكد إيبلي أنه « يمكن للناس تحسين رفاههم ورفاه الآخرين من خلال كونهم اجتماعيين أكثر، فيمكن للعزلة الاجتماعية أن تسرع التدهور المعرفي لدى كبار السن، حيث أكدت فيه الطبيبة النفسية نانسي دونوفان التي تعمل في كلية الطب بجامعة هارفارد في دراستها المقدمة في المؤتمر الدولي لرابطة الزهايمر لعام ٢٠١٥، أن الشعور بالوحدة عامل خطير يؤدي إلى التراجع المعرفي المتسارع عند البالغين الأكبر سنًا، مقارنة بالذين يقومون بتفاعلات اجتماعية أكثر قوة، وذلك وفقًا لتحليل جمع بيانات من ٧٠ دراسة و ٤. ويؤكد إيبلي أنه يمكن للناس تحسين رفاههم ورفاه الآخرين من خلال كونهم اجتماعيين أكثر، فيمكن للعزلة الاجتماعية أن تسرع التدهور المعرفي لدى كبار السن، حيث أكدت فيه الطبيبة النفسية نانسي دونوفان التي تعمل في كلية الطب بجامعة هارفارد في دراستها المقدمة في المؤتمر الدولي لرابطة الزهايمر لعام ٢٠١٥، أن الشعور بالوحدة عامل خطير يؤدي إلى التراجع المعرفي المتسارع عند البالغين الأكبر سنًا، مقارنة بالذين يقومون بتفاعلات اجتماعية أكثر قوة، وذلك وفقا لتحليل جمع بيانات من ۷۰ دراسة و ٤. وجد أن الأفراد المنعزلين اجتماعيًا معرضون لخطر الموت بنسبة ٣٠ بالمئة في السنوات السبع المقبلة من عمرهم، ولا محادثات الدردشة عبر مواقع التواصل الاجتماعي،