وَأَسْمَعُ جَلَبَة : سَاحَةِ الْمَدِينَةِ باعة الشوارع ومناداة كُلِّ مِنْهُمْ عَنْ طيب ما لَدَيْهِ مِنَ اللوا السلع وَالْمَاكِلِ اقْتَرَبَ مِنِّي صَبِي ابْنُ خَمْسٍ يَرْتَدِي أَطاراً باليَةٌ، وَبِصَوْتِ جبران خليل جبران ضَعِيفَ يَخْفِضُهُ الذُّلِّ الْمَوْرُوثُ وَالْإِنْكِسَارُ الْأَلِيمُ قَالَ : - أَتَشْتَرِي زَهْراً يا سَيِّدِي ؟ ثُمَّ ابْتَغِ ثمَّ ابْتَعْتُ بَعْضٍ زهوره وبغيتي ابتياع محادثته لأَنبِي شَعَرْتُ بِأَنَّ مِنْ وَرَاءِ نَظَرَاتِهِ الْمُحْزِنَةِ قَلْباً صغيرا ينطوي على فَ مِنْ مِنْ مَ مَا سَاةِ الْفُقَرَاءِ الدائِم تَمْثِلُهَا عَلَى مَلْعَبِ الأَيَّامِ، وَلَمَّ . وَلَمَّا خَاطَبَتُهُ بِكَلِمَاتٍ لَطِيفَةِ اسْتَأْمَنَ وَاسْتَأْنِسَ الْفُقَرَاءِ لَمْ يَتَعَوَّذَ غَيْرَ خَشِنِ الْكَلَامِ مِنْ وَنَظَرَ إِلَيَّ مُسْتَغْرِباً ، لأَنَّهُ مِثْلُ أَتْرَابِهِ رابه أُولَئِكَ الَّذِينَ يَنظرون صبْيَةِ الأَرْقَةِ كَأَشْيَاءَ قَذِرَةٍ لَا شَأْنَ لَهَا، غالبا إلى وَ وَسَأَلْتُهُ إِذْ إذ ذاك قائلا : فَأَجَابَ وَعَيْنَاهُ مُطْرَقَتَانِ إِلَى الْأَرْضِ : اسمي فؤاد ! قُلْتُ : ابْنُ مَنْ أَنْتَ وَأَيْنَ أَهْلُكَ ؟ قَالَ : أَنَا ابْنُ مَرْنَا الْبَانِيَةِ. فَهَرْ رَأْسَهُ الصَّغِيرَ كَمَنْ يَجْهَلُ مَعْنَى الْوَالِدِ، فَقُلْتُ : - وَأَيْنَ أُمُّكَ يَا فَوَّادُ ؟ قال : مريضة في البيت.