أما إليه من تحريم العزل بجملة من الآثار منها : أ- ما روي عن ذر بن حبيش أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان يكره العزل ، وهذا الأثر لا يدل عل ى التحريم. فان العبرة بالحل التحريم ماحرمه الله ورسوله ب-ما يروى عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أنه كان يقول عن العزل:" ما كن ت أرى مسلما يفعله ". هذا الأثر لايدل على التحريم : لأن عدم فعل المسلم لما ابيح له لايدل على تحريمه ، ولايلزم – عدم رؤيته عدم فعل الناس له – فقد يفعلونه ، ولا يرونه ( خاصة وأن هذه الأمور تجرى في الغرف المغلقة لايراها أحد ) ولا يتم العلم بها الا عن طريق اخبار الذى يعزل جـ-ما روى نافع عن ابن عمر رضي الله عنها: أن عمر رضي الله عنه: " ضرب على العزل بعض بنيه " ، المنصرف عن الطعام ، ليأكل ، نوربما لاحتمال أن ابنه كان يعزل عن زوجته بدون رضاها. لان التحريم إنم لا يتقرر بنكران أحد ، " وانكار العزل منهما غير متصور مع الأدلة على اباحته $$ وبالتالي يكون ما ذهب إليه جمهور أهـل العلم من إباحة العزل وعدم تحريمه : هو الرأي الراجح الذي تؤيد ه أدلة الشرع ، ويطمئن له القلب. = وإذا كان العزل مباحا ولا حرمة فيه، كـان لـكـل مـا يـوصل للغايات المرجوة منه نفس حكمه من الإباحة، فتكو ن تلك الوسائل مباحة بشرط : ( أن تكون آمنة ) و( خالية من المضار ) $ فائدة : حكم العزل و الإباحة في الحرة بإذنها، يجري - أيضا - على استعمال دواء لمنع الحمل مؤقتا ، ويجري على إسقاط النطفة قبل نفخ الروح فيها ، فإن الحكمة في الكل واحدة ، $$$ : الاعتراضات المثارة على رأي القائلين بإباحة العزل وردها : هناك بعض الاعتراضات على اباحة العزل – لاتؤثر في حكمه ، ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بك م الأمم يوم القيامة " ، ويرد على ذلك : " بإن الكثرة إذا كانت هزيلة جاهلة لن تكون موضع مباهاة. فقد قال – صلى الله عليه وسلم " يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى اللأكلة الى قصعتها " فقال قائل " : ومن قلة نحن يومئذ : فقال – صلى الله عليه وسلم – " بل أنتم يومئذ كثير ، قال تعالى " قل لايستوى الخبيث والطيب ، ولو أعجبك كثرة الخبيث" وقد تنجز القلة القوية بإيمانها من جلائل الأعمال أكثر مما تنجزه ، الكثرة الهزيلة ، وفي هذا يقول الله تعالى :"گمن فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصيرين " ولم تنفع الكثرة العددية - المسلمين يوم حنين أول الأمر – " ويوم حنين اذا أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئا" $$$ وبناء على ذلك فانه لا يصح ان تكون الكثره العدديه في ذاتها هي المقصوده في التربيه السليمة والقدره على القيام بالواجبات الشرعيه – في الخلافة عن الله - وتعمير الارض ونشر رساله الخير والسلام بين ربوعها.