على منهج البحث وقد ترادف كلمة منهج ومن ناحية ثانية فكلمة أسلوب نفسها لم تعد ميدان بحث اللغويين فحسب ، ولا يختلط بأسلوب غيره . أما مفهوم مصطلح الأسلوب عند الخطابي مثلا : فهو عنده كلام في نوع ما ، بين المعارضة والمقابلة على حد قوله : « وهو أن يجرى أحد الشاعرين فى أسلوب من أساليب الكلام وواد من أوديته ، وذلك لأن من يتأمل نمط كلامه في نوع ما يعنى به ويصفه ، وهو نفسه عند عبد القاهر من تباين الأساليب ، ومكمن براعة المنشئين للغة أما الباقلاني : فإنه يرى أن للقرآن أسلوبًا يختص به ويتميز في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد ، وذلك شبيه بجملة الكلام الذي لا يتعمل ولا يتصنع له – وقد علمنا أن القرآن خارج عن هذه الوجوه ومباين لهذه الطرق ومعناه أن الأسلوب عند الباقلانى يتنوع أنواعًا وأنماطاً عامة داخل فن القول الواحد الذي يتميز به في تصرفه عن أساليب الكلام المعتاد ، فالأسلوب عنده طريق من طرق الكلام البديع ، فكل هذه الأنواع عنده أساليب ، وكل ما ذكره الباقلاني هنا من أنواع أطلق عليها اسم الأساليب إن هي إلا تقسيمات عامة . وبذلك تتعدد طرق الإنشاء وتتنوع داخل النمط الواحد حسب براعة كل واحد منهم وتتباين مما يعطى لصاحب كل قول خواص أسلوبية يتميز بها عن غيره داخل ذلك الإطار العام . لذلك فهذا المفهوم للأسلوب مخالف ما عليه مفهوم الأسلوب لدى المحدثين ولا يتفق مع عبد القاهر الذي يرى أن الأسلوب هو : « الضرب من النظم ما يراه والطريقة فيه حيث يعتبر فيه حال المنظوم بعضه مع بعض ولا يحدث الترتيب الخاص بين الكلمات داخل التركيب إلا نتيجة لهذا الاعتبار . احداهما تحليلية يميز فيها العقل بين عدد معين من العناصر التي تنشأ بينها علاقات معينة ، وبين هاتين العمليتين تتم الجوانب الهامة المميزة للنحو من اختيار ، وبراعته في مسلكه بها داخل التركيب ، لأن الأساليب تتنوع وفقا لمقدرة منشئيها في توخى معانى النحو فيما بين الكلم من علاقات والمحدثون من اللغويين يرون مثل هذا الرأى :فسبتيزر يؤكد أن الأسلوب هو المارسة العملية المنهجية لأدوات اللغة . وبناء عليه فكل تركيب لغوى يخرج نتيجة لهذا إنما هو أسلوب صاحبه ، يختص به وينسب إليه ويعرف عنه وبه . أما أن يؤدى المعنى بعينه على الوجه الذى يكون عليه في كلام الأول حتى لا تعقل هنا إلا ما عقلته هناك ، وظن يفضي بصاحبه إلى جهالة عظيمة ) وفكرة عبد القاهر هنا التي سبق بها معاصريه والتي ألح كثيرا على تأكيدها هي إبراز أن كل صورة تركيب تعطى صورة معنى خاص بها ،