ولد نابليون في كورسيكا لعائلة أرستقراطية إيطالية، وتلقى تعليمه العسكري في مدرستي بريان وسان سير، حيث برز تفوقه في العلوم العسكرية والآداب. تخرج ملازمًا أولًا عام 1785، وبرز عام 1795 في باريس بدعمه لحكومة الإدارة ضد الملكيين. خلال الجمهورية الفرنسية الأولى، قاد حملات عسكرية ناجحة في إيطاليا، وأقام جمهوريات شقيقة، ليصبح بطلاً قومياً. ثم قاد حملة على مصر والشام، لكنه فشل في اقتحام عكا، وعاد إلى فرنسا. في 1799، أصبح القنصل الأول بعد عزله حكومة الإدارة، وأقام تحالفات مع الفرس والهنود والعثمانيين ضد بريطانيا وروسيا. أعلن نفسه إمبراطورًا عام 1804، وخاض الحروب النابليونية، محققًا انتصارات باهرة، وتوسيع النفوذ الفرنسي في أوروبا عبر التحالفات وتنصيب أقاربه في عروش أخرى. شكّل غزو روسيا عام 1812 نقطة تحول، حيث مُني الجيش الفرنسي بخسائر فادحة. هُزم في معركة الأمم عام 1813، ونُفي إلى ألبا، لكنه عاد وهُزم نهائيًا في واترلو عام 1815، ونُفي إلى سانت هيلانة حيث توفي، إما بسرطان المعدة أو بالتسمم بالزرنيخ. يُعد نابليون قائدًا عسكريًا بارزًا، رغم آراء مُتنوعة حوله، فهو يُعتبر طاغيةً عند البعض، ورجل دولة وراعيًا للحضارة عند آخرين، فله الفضل في قانون نابليون، الذي أثر على القوانين الأوروبية، وبحسب المؤرخ أندرو روبرتس، فقد ساهم بإدخال أفكار أساسية في العالم الغربي الحديث كالجدارة في الوظائف، والمساواة أمام القانون، واحترام الملكية، والتسامح الديني، وعلمنة التعليم، ونظم مالية سليمة، بالإضافة إلى إصلاحات إدارية وقضائية، وقضاء على الإقطاعية.