وليس معنى ذلك أننا نريد أن نقول أن المقالة السياسية كانت كلها من هذا النوع، المقال الاجتماعي : وكثيراً ما يبدو ميولها أحيانا مفهومه : ها من الذي " وقد ي بلغ حتى بلاغ ياسة عند رها مقرر الأدب للفرقة الثانية بكلية أصول الدين هو المقال الذي يرمى إلى إصلاح المجتمع ونهوضه، عدة الكاتب في هذا المجال : إن الذي يتصدى لموضوعات الحياة الاجتماعية المتعددة لابد أن يكون واسع الثقافة كثير التغلغل في الحياة الاجتماعية والتعرف على أنماط السلوك بنفسه من خلال المعايشة الفعلية للناس إذا لا يكفي في ذلك الخبرة المنقولة من الدراسات والكتب وحدها لأن الجانب النظرى وحده لا يكفي في الحكم على الظواهر الاجتماعية. - كما أنه لابد لكاتب هذا النوع من المقالات أن يكون قادرا على التحليل والتصوير. سمات المقال الاجتماعي : - يتسم المقال الاجتماعي بالجمع بين الفكرة والعاطفة بشرط عدم الإغراق في الخيال لأن ذلك قد يفسد المقال ويحيله إلى شيء اخر. كما أنه لكى يؤدى وظيفته بشكل فعال لابد من أن يكون بعيدا عن الأساليب المجازية كلما أمكن إلا ما جاء منها عفو الخاطر أو على سبيل التمثيل أو التقريب. وكاتب المقال الاجتماعي كاتب ممتاز في ثقافته و علمه وعقله وفكره وكياسته ورأيه، يقف نفسه من الأمة أو الشعب موقف المصلح الذي يريد أن يصل نفسه بقومه بغية الوصول بهم إلى مستقبل أفضل وحياة أكرم، وهو أشبه بالجندي المجهول الذي يعمل في صمت، ويواصل سيره في صلابة، ولكل هذه المعاني الأثر البارز في أن تأخذ مقالته طريقها إلى القلوب والأفئدة والأرواح والضمائر، ومن هذا التحديد للمقالة الاجتماعية وللكاتب الاجتماعي نجد أن أصحاب هذا اللون من الكتابة أشبه بالفرص المتاحة، من أبرز كتاب المقال الاجتماعي في العصر الحديث : لعلنا إذا أردنا أن نحصى عددا من الكتاب الاجتماعيين في أدبنا المقالي لن نجد ألمع من هاتين الشخصيتين " جمال الدين الأفغاني " و " محمد عبده " فمقالاتهما في مجلة العروة الوثقى كانت بعثا للشرق العربي والعالم الإسلامي، من أمثال " الغزالي " و " ابن خلدون " . فقد جاء جمال الدين الأفغاني إلى مصر يحمل بين جنبيه روحا كبيرة ونفساً قوية،