يعرف بيار مارتي الإنسان بكونه مجموعة من الوظائف المقبولة بشكل وحدة حية وملقاة في فضاء بمدة زمنية معينة انطلاقا من ولادته لغاية وفاته، وهو بهذا الشكل في تبعية دائما للعالم الخارجي الذي ينتمي إليه، فهو إذا يبقى تبعا المحيطة لف مستويات تطور، وبما نسان هذا الكائن السيكوسوماتي بتعريف بمعنى أنه يتكون من نفس وجسد يتفاعل ضمن بيئته ومحيطه فإنه يتوجب عليه في مستويات النمو أن يتكيف نفسيا وانفعاليا و اجتماعيا لكي يستطيع استمرار في الوجود، وهو بذلك مضطر للتعامل مع الإستثارات الخارجية بغرض إيجاد حلول نهائية لها أو حلول مؤقت فهو مضطر لتعامل مع الحرارة والبرودة والضغط الجوي رث الطبيعية كالزلازل والبراكين، كعوامل فيزيائية كيميائية مسببة لصدمات نفسية و اضطرابات جسمية تماما، كما هو مضطر ل مع مختلف ضغوطات النفسية والتوترات ذات الطبيعة البشرية كفقدان أحد الأقارب أو الصراع المهني أو الصراع العاطفي أو الوجداني الناتج عن اضطراب العلاقات بين البشر ، فإذا كانت مواجهة إنسان لهذه المشاكل العائلية أو العلائقية أو المهنية السيئة، نتج عن ذالك ضغط نفسي كبير، مما يتسبب في بعض المفاعيل الوجدانية الشديدة التي لا يمكن حلها وهو ما نطلق عليها الصدمات النفسية ، كونها استجابات وجدانية قوية محتقنة داخل الجهاز النفسي للإنسان، كما يعبر عن ذلك بيار مارتي تتحول في نهاية المطاف إلى الجهاز الجسدي متسببة في حدوث الاضطرابات وبالنظر لعدم تصريف بعض هذه الصدمات بشكل كافي في مرحلة الطفولة والمراهقة، مثلا حالة طفل يفقد والديه ولم يجد كفيلا يعوض مكانهما وجدانيا)، فإنها تستمر معه بقية حياته إلا إذا وجدت عاملا يصرفها، كالزواج بشخص يعوض جزئيا أو كليا تلك الفقدانات الوجدانية المبكرة )، محدثا بذلك اضطرابات على مستوى بعض الأجهزة الجسمية ذات الاستعداد الوراثي للمرض )، أو الاضطرابات جسمية ذات طبيعة مؤقتة، أي أنها قابلة للعلاج وللشفاء. لا يعرض التقليل من عوارض ما بعد الصدمة الجسمية قمنا بإعداد هذا البحث بغرض تبين أهمية الكفالة النفسية والوقاية النفسية من الصدمات النفسية، وأهمية الكشف عن مختلف تلك الصدمات والعمل على إزالة