يُقدّم كتاب "البحر والعرب في التاريخ والأدب" للمؤرخ الجزائري مولاي بلحميسي دراسةً معمقةً لعلاقة العرب الوثيقة بالبحر عبر التاريخ، مُفنّداً مزاعمٍ تُقلّل من دورهم البحري. يرى بلحميسي أن هذه المزاعم خاطئة، مُستشهداً بالقرآن الكريم، والأحاديث النبوية، والرحلات البحرية العربية القديمة والحديثة. ينقسم الكتاب إلى ثلاثة أقسام: الأول يُبرز مكانة البحر في الثقافة العربية والإسلامية، مُستعرضاً كتابات المؤرخين والرحالة والشعراء. الثاني يُسلّط الضوء على الفتوحات البحرية الإسلامية، مُبيّناً تطور صناعة السفن وتكوين البحارة، وداعماً ذلك بأحاديث نبوية. أما القسم الثالث، "بداية النهاية"، فيتناول الحملات الصليبية وتراجع البحرية الإسلامية، مُقدّماً تحليلاتٍ عميقةٍ لأسباب هذا التراجع. يُغطّي الكتاب مراحل هامة من تاريخ البحرية العربية، بدءاً من الفتح الإسلامي حتى سقوط الأندلس، مُتبّعاً تطوّرها في المشرق والمغرب، وخاصةً خلال عهد الأمويين، الأغالبة، الفاطميين، والمرابطين والموحدين، مُسلّطاً الضوء على الصراعات البحرية، والإنجازات، والأسباب التي أدّت إلى ضعفها. يُبرز الكتاب دور الشخصيات البارزة في تطوير البحرية، كمعاوية بن أبي سفيان، وموسى بن نصير، وعبد الرحمن الثاني، وعبد الرحمن الثالث، والمنصور بن أبي عامر، ومجاهد العامري، ويوسف بن تاشفين، وعبد المؤمن بن علي. ويختم الكتاب بتحليل أسباب ازدهار البحرية الإسلامية في عصرها الذهبي، وأسباب تراجعها اللاحق، مُبيّناً كيف استغل الروم تردّي الأوضاع الداخلية في المشرق للاستيلاء على شواطئه.